الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

عيد الفطر من فرنسا


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بداية عيد مبارك سعيد و كل عام و انتم بخير


وبعد لاشك انكم قضيتم جميعا هذا اليوم السعيد رفقة الاهل و الاقارب ولا شك انكم افرطتم في الاكل كثيرا هذا اليوم ككل عام بعد ان تعودتم على الصيام طيلة الشهر الفضيل ولاشك ايضا انه لم يذهب منكم احد للعمل و لا الدراسة لان اليوم يوم عطلة بل و حسب البلدان فقد تفارقون العمل لمدة ثلاث ايام على الاقل !
اما في فرنسا يا اخوتي فاليوم كان كغيره من الايام لا يميزه شيء ماعدا تلك الحركة الغريبة التي تدب فجأة على الساعة السابعة صباحا قرب المسجد! (فكما تعلمون لا يوجد هنا شيء اسمه مصلى ...فنحن نصلي صلاة العيد في المسجد) حيث ترى مجموعات من الناس ترتدي ثيابا بيضاء غريبة(بالنسبة للفرنسيين ) تظهر لك من بعيد ..و حين يمرون امامك تدرك انها اسرة كاملة: الزوج و الزوجة و الابناء صغارا و كبارا يبتسمون اليك و يحيونك بأدب .
ناهيك عن حركة المرور التي تتغير ايضا بتلك اللحظة بالذات فتجد ذلك الشارع العادي الذي يكون فارغا عادة ممتلئا بالسيارات يستحيل ان تجد فيه مكانا فارغا بعد الثامنة !
وقد كنت هذا الصباح من بين اولئك الاشخاص ذوي الثياب البيضاء و اثار انتباهي مشهد مضحك كان بطله مواطن فرنسي يسكن بجوار المسجد ; اخذ يطل من نافذته مستغربا بل انه كان شبه متخوف بعد ان لاحظ تهافت المسلمين على بيت الله فهو كغيره من مواطني هذا البلد لم تخبرهم قنواتهم ولا صحفهم وجرائدهم ان اليوم عيد المسلمين ...
وللإشارة فالمسجد ليس كما تتصورونه اي كما هي المساجد في بلداننا العربية بهندستها المعمارية الجذابة و صوامعها العالية لا شيء من ذلك مجرد منزل عادي اشترته جمعية اسلامية فجعلت منه مسجدا و هذا العام على خلاف الاعوام الماضية فان عمدة المدينة لم يحضر ليهنئنا بناسبة العيد كما كان يفعل سابقا ربما نسي او على الارجح لم يعلم ان اليوم عيد فهنا يصعب على المسلم نفسه ان يعرف ان كان اليوم عيدا ام لا فما ادراك بغير المسلم !
و بسبب هذه الصعوبة فقد انتشرت ظاهرة عجيبة و سيئة للغاية حيث ان المساجد تختلف فيما بينها ولا تتفق على يوم موحد لفاتح شوال (وكذلك كان الامر لفاتح رمضان) لذا فحسب المسجد الذي تصلي فيه فانت تحتفل يوم الثلاثاء او الاربعاء او حتى الخميس بالنسبة للبعض ...وهذا كله طبعا في بلد واحد اسمه فرنسا بلد الحرية الكاملة ...حتى حرية اختيار يوم العيد ! على اي اظن ان كل هذا سيتغير ان شاء الله يوم تتفق كل البلدان الاسلامية على هلال موحد ..و يبقى الامل !
من جهة اخرى فعلى خلافكم انا ذهبت اليوم للكلية لادرس ليس لاني لا اهتم بيوم العيد بل لاني فضلت ذلك على البقاء في المنزل ربما امام التلفاز او على الانترنت ففي العيد عادة نزور الاحباب و نقضي معهم اليوم لكن احبابي و اقاربي ليسوا بهذا البلد الا قليل فاذن في الصباح صليت بالمسجد وتبادلت التهاني مع المسلمين هناك ثم رجعت للدار مع اسرتي لقضاء اوقات طيبة نتذوق فيها بعض الحلوى المرفوقة بكأس من الشاي المغربي الاصيل دون ان ننسى اجراء المكالمات الهاتفية المعتادة لتبادل التهاني ...ثم نتناول وجبة الغذاء اللذيذة جدا بدون شك لأنها من صنع امي العزيزة ! واخيرا اقضي بقية اليوم في الكلية حيث اتفاجئ ببعض الصديقات اللواتي احضرن معهن انواع الحلوى لمشاركتها مع كل المسلمين و المسلمات في الكلية وبكل فخر لم نتردد في مشاركتهن الوليمة وداخل قاعة الدرس اثناء فترة الانتظار بين الدرس الاول والثاني ...
هكذا كان عيد الفطرمن فرنسا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق