الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

ramadan kareem to everyone !

لا تكن انانيا

لو اردت ان تواسي نفسك المهمومة فعليك بالبكاء ..روح عن نفسك ..ببساطة كن انسانا ! وتذكر ان المهمومين مثلك كثيـرون ...اجل انهم اكثر مما تتصور !
هناك من لا يجد لقمة العيش
هناك من يعمل طوال النهار وينام في الشارع ليلا لانه ليس له مسكن
هناك من لا يبصر..من لا يمشي..من لا يسمع...وانواع البلاء لا تعد و لا تحصى !
وانت تشتكي من وجع بسيط او وحدة عابرة او غربة قد لا تدوم او من امتحانات كثيرة لن تفيد في آخر المطاف سواك ! لقد نسيت انك تأكل حتى تشبع و تشرب حين تعطش وتنام على سرير مريح وتتمتع بصحة كاملة !
ولست وحدك الذي نسيت ...للاسف نسينا كلنا هذه الحقيقة ...لا نتذكر الآخرين الا حين نبغي حاجاتنا او حين نبتلى بما ابتلوا به من قبلنا ...لذلك احببت ان اذكر نفسي و اذكركم بضرورة عدم نسيان الآخرين ...لنكن جميعا كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام كالجسد اذا اشتكى

لو كان بيننا

لولا نعمة النسيان ما كان بإمكاننا ان نستمر في الحياة ..
هذه الحياة الصعبة التي لم تعودنا الا على الأحزان المتواصلة التي لا تتخللها الا بعض اللقطات القصيرة من الافراح ..افراح لا تدوم الا الوقت الكافي لندرك انها افراح !
هذه الحياة ليست الا دار كل و عمل ؛ دار هم و غم ..اتعبتني ايتها الدنيا لمغرورة ! وما اجد غير موال كاظم لاهديه لك فاسمعي مني :" ضاقت كأنها تابوت لكنما

يأبى الرجاء يموت !" اجل ان الرجاء باق باق.
كيف لا ونحن نعلم ان الله معد لعباده دار هناء اسمها الجنة ؟! ولا يفصلنا عنها غير الموت...

من فصول الحياة

اول لحظة ألم و احباط عرفتها ؛تلك كانت بداية مشوار طويل من الاكتشافات الغريبة و المؤسفة !
جلست امامه بهدوء اوجه له ابتسامة خجولة بادلني اياها في اول الامر ثم سرعان ما اختفت الابتسامة من محياه حين بدأ ينطق بكلام كان يعرف جيدا انه سيصعب علي تقبله
. لم يكن فظا في الحقيقة ولم يبدو من تصرفاته انه يكرهني لشخصي لم يكن الا وسيطا لمن اتخذ قرارا بان يسلبني شيئا اعزه كثيرا ولا استطيع التخلي عنه نهائيا الا ان كنت مجبرة ...جعلني اختار مكرهة ان اتخلى عن حجابي لأتمكن من متابعة دراستي بشكل عادي كباقي التلاميذ ...
يومها ادركت انني دخلت عالما آخر تُكسب فيه القيمة بالعمل لا بشيء آخر، لم تحرك فيه دموعي شيئا بل اصر على رأيه و رفض اي حل ثانوي ربما لانه كان يتمنى ان لا انتمي لمؤسسته لكي لا اجلب له المتاعب فنحن العرب هنا لسنا سوى مصدر كل المشاكل ومن حق الاوروبيين التصرف في امورنا كما يحلو لهم فهذا حقهم كما يدعي البعض في بعض الروايات ..(متفق عليه من طرف الشيخين ساركوزي و الطنطاوي ..) .
كم هو غريب ان يجدك الآخرون متخلفا لانك مختلف عنهم ؛ منهم من يسؤلونك
بتعجب لماذا انت هكذا ومنهم من يسخر منك بوضوح بل وهناك اخبث ألا وهم المسلمون الذين من ورائك يدعون انهم يعرفون دينهم جيدا ويشرحون للآخرين انك مجرد حالة خاصة ؛ متشدد في الدين وان الحقيقة ان ما ترتديه لا وجود له في الاسلام !
حين تمضي ايامك بين اشخاص مثل هؤلاء ولا تجد شخص واحد يؤمن بافكارك او على الاقل يحترمها و يقدرها لديك خياران لا غير ! اما ان تفقد الامل وتصاب باكتئاب شديد يفقدك ايمانك بعقيدتك فتصبح تقلد الآخرين لتريح نفسك من كل الانتقادات واما ان تنشأ لديك ثقة كبيرة في نفسك تقاوم بها كل مايمكن ان يؤثر في طريقة تفكيرك وتفرض شخصك داخل الوسط الذي تعيش فيه وان كان لا يهتم لافكارك !

من الاكتشافات الاخرى التي لم تعد تفاجئني تلك التي تعني المنظومة التعليمية الفرنسية وخصوصا في ما يخص مادة التاريخ ! لو سألت هنا اي احد عن الاندلس فلن يستطيع ان يجيبك الا بجواب قصير جدا لا يغني ولا يسمن من جوع وذلك راجع لان الفرنسيين لا يعطون اية قيمة للتاريخ الاسلامي الذي يلخصونه في بعض الحصص والتي يمكن ان تتخللها معلومات خاطئة ! والعكس تماما هو الصحيح فيما يتعلق بالمحرقة اليهودية التي نسمع عنها دروسا شاملة مكتملة و طويــــــلة بل و قد ارونا افلاما مسجلة عن "اوشڤيتز" و عن محاكمة "نورمبيرڭ" واشياء اخرى فضيعة كلها تدخل في اطار السياسة المعتمدة من طرف الاوروبيين الذين يحاولون ان يزرعوا في عقول شبابهم ان العالم بأسره مسؤول امام اليهود وانه مدين لهم بالاحترام طلبا للمغفرة !!
ولذلك فالشباب الاوروبي الذي لا يحمله فضوله للبحث عن معلومات

رؤية خاصة

من هاهنا داخل مدينة صغيرة في ضواحي باريس يطيب لي ان ارسم لوحة بسيطة بالواني اجسد فيها كواليس حياة هادئة جدا و شبه ميتة لولا وجود تلك الشامخة باريس على بعد بضع كيلومترات فقط...
هاهنا لا يوجد مقاهي ومحلبات ومخبزات وحمامات في كل شارع ؛ لا وجود ايضا لتلك الضوضاء الخارجية التي تصفع اذنيك بمجرد ان تفتح شباك النافدة ! لا وجود لصوت الآذان؛ لا وجود لبائع السمك المتجول؛ لايوجد ايضا شيء اسمه "بقال" ! ان اردت ان تشتري شيئا فلابد ان تذهب للمحلات التجارية الكبرى الموجودة في كل مدينة او الى السوق الاسبوعي الذي ستجد فيه كل ما تشاء من ملابس و احذية و خضر وفواكه ولحوم باثمنة ارخص مما ستجد في المحلات طبعا . في هذه المدينة الصغيرة اليومان المخصصان للسوق خلال الاسبوع هما السبت و الاربعاء حيث يجيئ البائعون بسلعهم و بضائعهم ليعرضوها داخل الساحة المخصصة لهذا الغرض..

هناك ..في القطب الشمالي لمخيلتي


اصبحت ايام الصيف تمضي دون ان اشعر بها وكذلك الزمن يمضي بعد ان تغير كل شيء ذات يوم، حين كنت لا ازال اتذوق معنى الحياة دون ان ادرك معناها ولا اهميتها .
اليوم فقط اصبحت اشاهد امام عيني فيلم تلك الذكريات ؛ صوركثيرة مازالت عالقة في مخيلتي تصاحبها روائح واصوات تشكل سيناريوهات جميلة تبتسم لها شفتاي كل مرة ؛ كل تلك الارشيڤات ترجع لتعاند النسيان داخل خزانة افكاري ؛ ترجع لتأرق ليالي الصيفية ذات النكهة الفرنسية الهادئة الشبه مملة فتعكر صفو ذلك الهدوء بعنف شديد يجعلني اثمل ذكرياتا.
تيزنيت تلك المدينة الصغيرة و الجميلة الواقعة جنوب المغرب تعرف اكثر من غيرها لماذا الآن يشدني الحنين الى لياليها الرائعة حيث كنت استمتع بسماع حكايات الخالات عن الحياة وعن اشياء اخرى لازلت الى اليوم اكتشفها ؛ كنت ايضا لا امل من محاولة ايجاد حل لالغاز خالتي ؛ تلك المراة العظيمة التي علمتني اشياء كثيرة لن ولم انساها ! علمتني امداحا نبوية جميلة كنا نتغنى بها كل ليلة ريثما يجهز العشاء .
واهم من مدينة تيزنيت شاطئها الساحر ؛ شاطئ اكلو !ذلك الشاطئ الذي علمتني امواجه ان الحياة مد و جزر...

هناك في تلك الاماكن المقدسة لا زالت الايام تمضي ؛ و الامواج تصفع الصخور بعنف ؛ و الناس تعيش ؛ والنسيم العليل لا زال يدفئ النفوس كل صباح ...واناـ هناـ لا ازال احلم .

حملة اخبارية


بحلول موسم الصيف يحظى المشاهد المغربي بالعديد من الاعلانات على شاشة التلفاز لمهرجانات من جميع الاشكال و الانواع وذلك في كل نواحي المملكة حتى لا يحرم اي مواطن من حقه في الاستمتاع بالصخب والخمول والتفرج على آخر ماجاءبه الغرب من موسيقى ورقصات مائعة...
وهذا من الحقوق التي ينص عليها الدستور طبعا...
وبين هذه الاعلانات الراقية تجد بين الفينة و الاخرى اعلانا عجيبا ابطاله غالبا نساء ترتدين بذلة رسمية وتبتسمن طوال الاعلان الذي يُقرا في آخره : هذه ليست دعوة للتبرع ؛ انها فقط حملة اخبارية.
والسؤال بماذا يخبر هذا الاعلان ؟!
بما اني ممن يهمهم الامر فقد حاولت ان افهم سر الخبر الذي يحمله لنا هذا الاعلان واليكم ما توصلت اليه :
هذا الاعلان في الحقيقة عبارة عن انذار و في نفس الوقت تحذير ...بحيث انه موجه لنوعين مختلفين من الجمهور فهناك اولا المواطنون المغاربة داخل الوطن و الذين يجب ان يعتبروه كتحذير فهذا الاعلان يخبرهم ان الجالية المغربية ستهجم عليهم قريبا و يحذرهم من التعامل معهم بشكل خاطئ فيكون ذلك منفرا لهم مما سيجعل الوطن يفتقر اليهم والى العملة الصعبة التي يدحلونها كل عام ...
ومن جهة اخرى فهذا الاعلان موجه للجالية المغربية التي يجب عليها ان تدرك ان لها ككل مواطن حقوقا و واجبات ..لذلك فعليها ان لا تفرط في القيام بواجباتها اي العودة للوطن كل عام و عدم نسيان احضار بعض الاوروات او ربما الدولارات اما الحقوق فلا يجب طلب الكثير وكما يقول المثل : "الضيف مايتشرط و مول الدار مايفرط"
ولكن اتضح لي الصيف الماضي ان هناك فئة من الجمهور الاول التي لم تشاهد او ربما لم تعر انتباها لهاذا التحذير وهذه الفئة ليست الا ما يسمى بالجمارك المغربية...
فعلى عكس ما يقوله الاعلان نحن لم نُستقبل بحفاوة و ابتسامة عريضة ! بل اننا امضينا سبع او ثماني ساعات في ميناء طنجة و ذلك في الذهاب كما في الاياب ! و ان المؤسسة المعروفة و التي تعرض هدا الاعلان كل عام لم تحرك ساكنا لتسهيل عملية العبور كما تقول بل هي بالعكس كغيرها من المؤسسات تساهم في خراب الوطن بكل بساطة واني جد مستائة من طريقة معاملتهم لنا !
لا يردون التحية و ينظرون الينا نظرة احتقار لا اجد لها تفسيرا و هدا ان رضوا التنازل عن عظيم كبريائهم لينظروا اليك و يتاكدوا انك صاحب جواز السفر الذي بين ايديهم ! فبعضهم لا يرضى بذلك بل يكتفي بالوقوف امامك بشكل رهيب و كانه ملك الموت جاء ليقبض روحك ..يوجه اليك جملة من كلمتين او ثلاثة على الاكثر ...ينطقها بافتخار شديد ثم يتركك تنتظر هنالك دون اعطاءك اية معلومات او ارشادات !!
هناك من يتذمر فيخرج من سيارته و يصرخ امامهم و لكنهم يجيدون الصراخ اكثر منه فيردون له الحسنة بعشر امثالها و هناك من يتحذها فرصة لاخذ قسط من الراحة مثلما فعلنا وهناك من" يحرك جيبه" فتسهل اجراء اته القانونية فجأة ..فيتمكن بذلك من الصعود على متن اول باخرة دون تعب و لا عناء
...

الطرق المغربية


حينما تتخذ القرار بان تسوق سيارتك في الطرق المغربية فاعلم انك قررت بان تجازف بحياتك فاما ان تخرج منها سالما معافى

واما ان تخرج منها على شكل اشلاء...فتصبح بذلك اسما من الاسماء الجديدة التي تملئ لائحة ضحايا ما يسمى بحرب الطرق !

هكذا يسمونها ..حرب لا تشبه غيرها من الحروب فهي بدون اسلحة ولا تتطلب تجنيدا و لا تدريبا ، يكفيك ان تكون سائقا متهورا لا تحترم نهائيا قانون السير لتحصل على وسام المحارب من الدرجة العليا..

ربما يتضايق البعض من هذه الكلمة القوية: "حرب " ..
وربما هم على صواب فهذه الكارثة الاجتماعية لا تملك من مواصفات الحرب الا صفة واحدة و هي : عدد الضحايا و الجرحى التي تخلفها كل يوم ..
ربما تحاول المملكة المغربية من حلالها تحقيق رقم قياسي تشارك به فيما يسمى بكتاب "كينيز" للارقام القياسية ...

او ربما هي في الحقيقة حملة ابادة جماعية بطيئة يتمكن من خلالها الوطن من التخلص من بعض النسمات الزائدة تماما كما نفهل بالمبيد مع الحشرات ...

بصراحة فلنسمها حربا هذا افضل حتى يسمى ضحاياها بالشهداء ، ويكون الذين نجوا من كل حادث سير ابطال ، فكل واحد منا قد سبق و جرب هذه الحرب الضارية فترسخت حادثة في ذاكرته او ربما جربها احد اقاربه ، لقد اصبحت هذه الحرب جزأ لا يتجزأ من تاريخنا المعاصر

حلمي


الناس تحلم ليلا عندما تنام اما انا فاحلم في اوقات كثيرة ؛احلم حين اكون منهمكة بغسل الاواني او تنظيف المطبخ ؛احلم حين اكون جالسة وحدي داخل القطار ؛احلم حين استمتع بشرب كأس من الشاي المغربي المنعنع ؛ وافضل الاوقات هي تلك الساعات الطويلة التي امضيها على السرير محاولة النوم ! في تلك اللحظات بالضبط تتسلط علي افكار كثيرة جدا وكأنهاجاءت خصيصا لتحارب النوم ؛ تريدني ان اظل معها ارتبها احللها واتمعن في مضامينها واتأمل. ...

ذات مساء راودني حلم غريب مثل تلك الاحلام التي دون شك ازعجت ليالي نابليون وڭـيڤارا وڤاليزا وغاندي و ماوو و ماركس و لنين وكل من سولت له نفسه يوما ان يغير الحاضر و يكتب اسمه في التاريخ .
ذلك المساء بعد ان استلقيت على الجانب الايمن و قرأت المعوذتين و دعاء النوم ؛كالعادة استسلمت للافكار الكثيرة وبدأت استجمعها لارسم حلما جميلا ؛ حلما يستحق ان اشاركهه مع كل المتفائلين كدفعة أمل جديدة ترسم بسمة على شفاهنا و تزعج المتشائمين الذين اختاروا ان لا يدخلوا عوالم الحلم .

ذلك المساء حلمت بمستقبل أمة جعلت خير امة اخرجت للناس ؛امة متماسكة متحدة على كلمة الاسلام .
حلمت باليوم الذي ستصبح فيه المدرسة مؤسسة تعليم و تربية و تكوين للشخص وليس فقط مصدر ديبلومات منسوخة على ورق! من المدرسة سنتعلم كيف نتحمل المسؤولية و كيف نتعامل مع الآخر الذي يختلف عنا كليا و كيف ننمي قدراتنا و مهاراتنا و كيف نطور خيالنا وغيرها من المبادئ التي ان ترسخت في عقولنا منذ الصغر من شأنها ان تساهم في تسهيل حياتنا و تمهيد المستقبل امامنا .
حلمت ايضا باليوم الذي سيعرف الوجود اتفاق بين كل الدول الاسلامية في العالم سيطلق عليه اسم " الاتحاد الاسلامي" على غرار نظيره الاوروبي لكن الاول اعظم واقوى لانه قائم على قاعدة متينة كما انه تجاوز المعوقات الجغرافية فهو قد جمع بين قارات واعراق و اجناس مختلفة ! فلا فرق في دين الله بين عربي و لا اعجمي الا بالتقوى .

آنذاك ستسقط الحواجز بين دول الاتحاد و تفتح الحدود ؛ آنذاك ستكون هناك عملة مشتركة لكل اندونيسي و سعودي و مغربي و مصري و تركي وكل مواطن ينتمي للاتحاد ! آنذاك ستلغى الضرائب و يتم افتتاح مؤسسة رائدة : " بيت المال" التابع للاتحاد الاسلامي .
آنذاك ستختفي كل الظواهر الذميمة التي نحن غارقون فيها اليوم اقصد الرشوة و الربا و الغش وما الى ذلك .
آنذاك سيتحسن القضاء بحيث سيكون مطابقا لاشرع الاسلامي .
آنذاك ستختفي كل المنتوجات التي تدمر اليوم حيات الملايين من البشر ، او المخدرات والسجائر و الشيشة و غيرها من السموم.
آنذاك سيتوقف البث التلفزي ابتداء من العاشرة مساء و يحل مكانه تلاوات قرآنية لمن يرغب في قيام لياليه ...فالليل جعل سراجا و ليس فرصة لسهرات الرقص و الغناء !
آنذاك سيكون يوم الجمعة يوم عطلة و يوم السبت هو بداية الاسبوع .
آنذاك ستنظف السياحة في بلادنا كليا بحيث لن نمنح للفساد واصحابه شواطئنا و فنادقا نقدم لهم فيها اجود انواع الخمور بل سنرحب بهم اجود ترحب داخل مدننا وسط المناخ الآمن الذي سنعيش فيه ؛ سنعرض عليهم طريقة حياتنا و نفرض عليهم احترام شروط الاقامة على ترابنا !
آنذاك سنكتب تاريخنا من جديد

القطار


اتحدث كثيرا عن القطار وذلك لاني اقضي فيه 4 ساعات كل يوم ...اصبحت ساعات القطار ساعات تدبر وتامل استمتع بها اكثر من غيري ! وانا متاكدة مما اقول لان الفرنسيين لا يعرفون القيام بذلك انهم شعب متوثر جدا !! في الصباح تراهم يتصفحون الجرائد المجانية التي توزع في كل المحطات وفي المساء يتصفحون نفس الجريدة ..او يقرأون كتابا او رواية على فكرة لا اعرف شعبا يقرأ اكثر منهم !! انهم يقرأون في كل وقت !! في القطار في الحافلة في الكلية في المستشفى ... يقضون كل اوقات الانتظار في القراءة ! ما السبب ؟
اظن ان هناك سببين رئيسيين : الاول انهم تعودوا على ذلك منذ نعومة اظافرهم والثاني برأيي انهم يحاولون اجتناب الآخر و خصوصا في القطارحيث الكراسي التي تجعلهم وجها لوجه ...انهم يحاولون بشتى الاشكال تفادي النظر لمن يجلس امامهم ...الامر حقا مضحك فمنهم من يغلق عينيه طوال الرحلة ومنهم من يقرأ نفس المقال لمدة ساعتين ...ومنهم من يتصل بكل اصدقائه على الهاتف فقط ليدردش...

القطار يجسد الحياة ...كلنا مسافرون في هذه الحياة بدأت رحلتنا عند الولادة وستنتهي عند الممات ..نتعرف على الكثير من الناس منهم المقربون وهم من يجلسون بجانبنا داخل القطار ومنهم من نصادفهم مرة واحدة ولا نراهم من جديد بعد ان يخرجوا من القطار ...منهم من لم نتعرف عليهم بعد لانهم لم يركبوا القطار بعد ...كل سينزل من القطار في محطة معينة ...نحن في مشوار وكل سينتهي مشواره اما القطار فسيكمل طريقه ...والسؤال من سينزل معي في محطتي ؟

للحديث بقية
...

كلمات


راودتني رغبة في الكتابة فقررت ان اكتب ...لكن عن ماذا ساكتب ؟
بعد برهة من التفكير قررت ان اكتب عن ما لا يعرفه غيري انا ..لن اكتب عن الازمة المالية ولا عن الانتخابات الامريكية ولا عن الفياضانات في شمال المغرب ولا عن آخر الافلام و الاغاني التي انتجت ...
ساكتب عن يوميات طالبة مسلمة في بلد علمانية ...ساكتب عن نوادر و اخبار لم تتحدث عنها الصحف و لا اكبر قنوات الاخبار ! ببساطة ساتحدث ...
مضى اكثر من شهر على اكتشافي لشيء اسمه الكلية و بدات الامور تتعقد ...اصبحت بعض الوجوه معهودة ولكن في كل يوم حكاية مختلفة ..احب الافارقة خصوصا منهم المسلمين ! اتذكر يوما اني دخلت الى المترو مهرولة بعد سماعي للصفارة التي تعلن ان المترو سينطلق ...فلما دخلت وجلست استرجع انفاسي رفعت راسي لانظر عبر النافذة فاذا بعيني تصادف عين امراة محجبة ذات اصل افريقي (عرفت ذلك من لباسها) فتفاجأت بابتسامة عريضة منها وقرأت على شفتيها تحية سلام ...اتذكر ايضا اني صادفت امرأة اخرى(افريقية) هذا الصباح حيتني من بعيد بتحية الاسلام...
اتذكر ايضا اخا آخر من القارة السمراء لم يفرط في اداء واجب التحية بعد ان مر بالقرب مني داخل القطار ...احب ابتسامة الافارقة ...كلها حب و سلام . للاسف اصادف احيانا وجوها عربية لا تعرف معنى التحية ..القي عليها تحية السلام فلا ترد ...لكن هناك صنف آخر من الافارقة ليس مسلما وربما ليس له دين ...صادفت شخصا من هذه الشريحة ذات يوم في محطة القطار ...كانت تلك اول مرة اواجه فيها شخصا عنصريا وجها لوجه ! جلست على بعد بضع سنتيمترات منه على نفس المقعد ..القى نظرة علي وبدا يقول كلاما شديدا مفاده ان العرب كلهم صفر على صفر وان مكاني ليس هنا ب فرنسا اني يجب ان اعود لبلادي ان كنت اريد ان ارتدي الحجاب و..و..واشياء اخرى افضل نسيانها ...حين ادركت اني المستهدفة في كلامه بدات استمع اليه دون ان ادير وجهي نحوه حتى يظن اني لا اعيره اهتماما فمثل هؤلاء الاشخاص يفضل تجاهلهم ...وبالفعل خيرا فعلت فقد سكت الرجل الى ان جاء رجل آخر جلس بيننا ...مصيبة الرجل عربي ! لقد عاودت جرثومة العنصرية تراود الافريقي الذي استسلم لها واسترسل خطابه الرديئ..وقد شجع في ذلك نظرات الرجل العربي الغاضب اليه..فوصل الامر الى السب و الشتم ..لكن الحمد لله جاء القطار فاانتشرنا في الارض نبتغي رحمة الله

في رحلة طلب العلم


دفتر من فئة 24 ورقة مغلف بالاحمر
دفتر من فئة 50 ورقة مغلف بالاخضر
دفتر من فئة 100 ورقة مقسم على خمسة اجزاء : الاخلاق ، العبادات ، العقائد ، السيرة النبوية و القرآن الكريم
مسطرة ، مزواة ، بركار ، منجرة ،اقلام ملونة
اوراق مزدوجة ،الورق المقوى و الورق الشفاف لرسم الخرائط في الجغرافيا وغيرها من المستلزمات الضرورية (احيانا..) للتمكن من قضاء سنة دراسية ناجحة (و ربما فاشلة) ...كلنا يذكر هذه اللوائح الطويلة التي كانت تخيف آباءنا عند كل موسم دراسي جديد ...وكلنا يذكر كذلك انه غالبا ما يكون هنالك دفتر واحد على الاقل لم يستعمل ابدا او ربما كتب فيه على الصفحتين الاوليين فقط ...اما المنجرة فتستعمل مرة واحدة ثم بعد ذلك يعلن اختفاءها نهاءيا ليتم آنذاك استعمال منجرة معروفة لدى كل التلاميذ : منجرة التلميذة الوحيدة التي لا تهمل ادواتها (نادرا ما يكون تلميذا !) اما السطرة ففي البداية يكون طولها 20سنتيمترا و بعد الاسبوع الاول يصبح طولها 10 ستنتيمترات فقط !
هكذا كنا وما احلى ما كنا !

اما الآن يا اخوتي الكرام فقد تغير كل شيء ! لم تعد الاقلام الا شيئا ثانويا يستعمل نادرا و حل مكانها ذلك الجهاز العجيب الذي يشبه التلفاز لكنه يختلف عنه ببعض الاكسسوارات الاضافية ..بدون شك تعرفتم عليه !
ان احببت ان تكون طالبا اليوم في احدى الكليات فلابد ان تملك هذا الجهاز ! اعطيكم مثالا حيا ؛ في الكلية التي ادرس بها الآن يمكنك ان تستعمل اقلامك و اوراقك او دفاترك كما كنت تفعل دائما لكنك ستكون مجبرا على اضافة مستلزمات اخرى ستذهلك لكنها حقا ضرورية بحيث انك لن تستطيع ان تكتب كل ما يلقى عليك بتلك السرعة الفائقة ! ستستعمل اذن آلة تصوير وآلة تسجيل الصوت وايضا جهاز الحاسوب حتى لا تضيع كلمة واحدة مما سيلقيه عليك ذلك الرجل الطويل ذو البذلة السوداء والشارب الطويل الذي لن يتعاطف معك ابدا ان حدث وضيعت جملة واحدة من كلامه ...! ذلك انه مجبر على ان يعيد نفس الكلام 3 مرات في اليوم على مسامع كل الطلبة دون تغييراو اضافة قد تجعل بعض الطلبة مفضلين على الآخرين ؛المساواة مفروضة !
هكذا اذن اصبحنا نبحر في عالم التكنولوجيا رغم انوفنا جميعا

وهكذا ادركني الصباح ... وسكتت عن الكلام المباح

عيد الفطر من فرنسا


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بداية عيد مبارك سعيد و كل عام و انتم بخير


وبعد لاشك انكم قضيتم جميعا هذا اليوم السعيد رفقة الاهل و الاقارب ولا شك انكم افرطتم في الاكل كثيرا هذا اليوم ككل عام بعد ان تعودتم على الصيام طيلة الشهر الفضيل ولاشك ايضا انه لم يذهب منكم احد للعمل و لا الدراسة لان اليوم يوم عطلة بل و حسب البلدان فقد تفارقون العمل لمدة ثلاث ايام على الاقل !
اما في فرنسا يا اخوتي فاليوم كان كغيره من الايام لا يميزه شيء ماعدا تلك الحركة الغريبة التي تدب فجأة على الساعة السابعة صباحا قرب المسجد! (فكما تعلمون لا يوجد هنا شيء اسمه مصلى ...فنحن نصلي صلاة العيد في المسجد) حيث ترى مجموعات من الناس ترتدي ثيابا بيضاء غريبة(بالنسبة للفرنسيين ) تظهر لك من بعيد ..و حين يمرون امامك تدرك انها اسرة كاملة: الزوج و الزوجة و الابناء صغارا و كبارا يبتسمون اليك و يحيونك بأدب .
ناهيك عن حركة المرور التي تتغير ايضا بتلك اللحظة بالذات فتجد ذلك الشارع العادي الذي يكون فارغا عادة ممتلئا بالسيارات يستحيل ان تجد فيه مكانا فارغا بعد الثامنة !
وقد كنت هذا الصباح من بين اولئك الاشخاص ذوي الثياب البيضاء و اثار انتباهي مشهد مضحك كان بطله مواطن فرنسي يسكن بجوار المسجد ; اخذ يطل من نافذته مستغربا بل انه كان شبه متخوف بعد ان لاحظ تهافت المسلمين على بيت الله فهو كغيره من مواطني هذا البلد لم تخبرهم قنواتهم ولا صحفهم وجرائدهم ان اليوم عيد المسلمين ...
وللإشارة فالمسجد ليس كما تتصورونه اي كما هي المساجد في بلداننا العربية بهندستها المعمارية الجذابة و صوامعها العالية لا شيء من ذلك مجرد منزل عادي اشترته جمعية اسلامية فجعلت منه مسجدا و هذا العام على خلاف الاعوام الماضية فان عمدة المدينة لم يحضر ليهنئنا بناسبة العيد كما كان يفعل سابقا ربما نسي او على الارجح لم يعلم ان اليوم عيد فهنا يصعب على المسلم نفسه ان يعرف ان كان اليوم عيدا ام لا فما ادراك بغير المسلم !
و بسبب هذه الصعوبة فقد انتشرت ظاهرة عجيبة و سيئة للغاية حيث ان المساجد تختلف فيما بينها ولا تتفق على يوم موحد لفاتح شوال (وكذلك كان الامر لفاتح رمضان) لذا فحسب المسجد الذي تصلي فيه فانت تحتفل يوم الثلاثاء او الاربعاء او حتى الخميس بالنسبة للبعض ...وهذا كله طبعا في بلد واحد اسمه فرنسا بلد الحرية الكاملة ...حتى حرية اختيار يوم العيد ! على اي اظن ان كل هذا سيتغير ان شاء الله يوم تتفق كل البلدان الاسلامية على هلال موحد ..و يبقى الامل !
من جهة اخرى فعلى خلافكم انا ذهبت اليوم للكلية لادرس ليس لاني لا اهتم بيوم العيد بل لاني فضلت ذلك على البقاء في المنزل ربما امام التلفاز او على الانترنت ففي العيد عادة نزور الاحباب و نقضي معهم اليوم لكن احبابي و اقاربي ليسوا بهذا البلد الا قليل فاذن في الصباح صليت بالمسجد وتبادلت التهاني مع المسلمين هناك ثم رجعت للدار مع اسرتي لقضاء اوقات طيبة نتذوق فيها بعض الحلوى المرفوقة بكأس من الشاي المغربي الاصيل دون ان ننسى اجراء المكالمات الهاتفية المعتادة لتبادل التهاني ...ثم نتناول وجبة الغذاء اللذيذة جدا بدون شك لأنها من صنع امي العزيزة ! واخيرا اقضي بقية اليوم في الكلية حيث اتفاجئ ببعض الصديقات اللواتي احضرن معهن انواع الحلوى لمشاركتها مع كل المسلمين و المسلمات في الكلية وبكل فخر لم نتردد في مشاركتهن الوليمة وداخل قاعة الدرس اثناء فترة الانتظار بين الدرس الاول والثاني ...
هكذا كان عيد الفطرمن فرنسا

رمضان 2008


ذات يوم من آخر ايام رمضان من السنة الماضية اتفقت مع صديقتي الاندونيسية على ان نطلب من استاذة الفيزياء ان تؤجل الامتحان الذي كان مقررا اجراءه آخر ذاك الاسبوع لانه كان من الممكن ان يصادف ذلك اليوم عيد الفطر فانتظرنا نهاية الحصة ثم عرضنا عليها الامر آملتين ان تقبل لاننا سنتغيب على اية حال يوم العيد قبلت ام لم تقبل !
ففوجئنا باجابة غريبة مفادها ان الصيام لا فائدة منه وانه مضر بالصحة ثم حكت لنا انها في شبابها (هي امراة متقدمة في السن) كانت تمتنع عن الاكل لتنقص من وزنها وكان والدها دائما يعاتبها على ذلك لكنها لم تكن تسمع كلامه واليوم ادركت انه كان على حق فلا يجب الامتناع عن الاكل ابدا ! و شبهت ذلك بصيامنا …
فاستوقفتها بعد ان سمعت ما فيه الكفاية و افهمتها ان صيامنا ليس دافعه نقص الوزن او شيء من ذاك القبيل و اخبرتها عن سبب صيامنا وعن بعض فوائد الصيام ثم سألتها من جديد : اذن نحتفل بعيدنا ونتغيب عن الامتحان ؟
فقالت : اي حفلة ؟
وهنا فهمت ان المسكينة لم تفهم شيئا من طلبي فهي اصلا كما يقول المصريون “عبيطة شوية” ثم انها لا تعلم اننا ايضا لنا اعيادنا…

شرحت لها الامر بالتفصيل وفي آخر المطاف حصلت على ما كنت ابغيه فشكرتها وانطلقت مع صديقتي لنخبر الجميع بتاجيل الامتحان !

هذا العام الامر مختلف تماما اصبحت طالبة وانتهى عهد استاذة الفيزياء “العبيطة” وامتحانتها الكثيرة.
اليوم الاربعاء يبدأ موسم دراسي جديد على اجواء رمضان الساحرة ،و اليوم هو اول يوم لي على مدرجات الكلية التي تبعد عن منزلنا ببضع الكيلومترات ، اليوم وعلى غير عادتي ساستيقظ بنشاط لوجبة السحور او بالاحرى ساحاول …بعد صلاة الصبح على الساعة السادسة ساستجمع قواي واستعد لقضاء يوم طويـــل !! يوم سيبتدأ ان شاء الله من محطة القطار والتي ساركب منها القطار الاول والذي سابقى فيه تقريبا نصف ساعة ثم اتوقف في محطة اخرى آخذ فيها القطار الثاني الذي سابقى فيه مدة اطول ، تقريبا 45 دقيقة ولا تخالوا اني حين ساخرج من هذا القطار ساكون قد انهيت المشوار ! فانا هنا فقط سابحث عن الحافلة التي ستتكرم علي و تنقلني لكلية الصيدلة !!
هكذا ستكون اسابيعي من الان فصاعدا ، ساعة و نصف من التعب و العناء داخل وسائل النقل التي بالتأكيد لن اكون وحدي من يستعملها فالطلبة مثلي كثيرون …لتنتهي الرحلة و اخيرا على مدرجات الكلية التي ساترك عندها عضلاتي تستريح ويأخذ مكانها العقل عله يفهم شيئا من الدروس او على الاقل دروس الصباح اما دروس المساء فاشك ان بطني الفارغة ستتركه يركز بما فيه الكفاية بل اني اخاف ان تعلن تذمرها كما تفعل احيانا باصدارها تلك الاصوات الغريبة التي قد ترعب اقراني من الطلبة و خصوصا منهم غير المسلمين الذين لا يعلمون اننا في رمضان !
عموما سيكون اليوم شيقا للغاية فبعد ان ارجع للمنزل في المساء تبتدأ طبعا مغامرات اخرى( سبق و حدثكم عنها) امام مائدة الافطار وفي صلاة القيام

رمضان 2008


طوال شهر رمضان اهتم كل يوم بتجهيز مائدة الإفطار التي تمتلئ بكل ما تشتهي بطوننا الفارغة، أضع فيها “الزلافات” (الأواني التي توضع فيها شوربة الحريرة المغربية الشهيرة) ثم التمر و الشباكية و البريوات و البيض المسلوق وأنواع الحلوى والأطباق المغربية التي نعدها كل يوم، واحضر كذلك الشاي و القهوة لتلبية رغبات كل واحد ثم نجلس جميعا انا و اسرتي) قبل موعد الإفطار نتبادل أطراف الحديث في انتظار الآذان الذي لا يأتي صوته من الخارج طبعا، لأننا في فرنسا ، لكنه يأتي من المذياع وبالضبط من إذاعة الشرق التي لا تبخل علينا بالإعلانات قبل ان تعلن و بعد طول انتظار ان موعد الإفطار قد حان !

ينهال كل واحد منا على “زلافته” فيذهب الظمأ و تبتل العروق …ثم نقوم لصلاة المغرب جماعة ونرجع بعد ذلك نكمل الطعام والكلام و صوت التلفزيون دائما يشاركنا الجلسة..

يزورنا عمي عادة مرة في الأسبوع، أما في رمضان فهو يفطر عندنا كل يوم ونكون سعداء بذلك، فالجلسة تكون حميمية أكثر بحضور الأقارب ..عمي هذا من الجيل الذي جاء الى فرنسا في زمن الاستعمار وقد عاش مدة كبيرة من حياته في هذه البلاد، ولكنه لم يحضر معه أسرته بل تركها في المغرب، و يقضي ثلاث شهور في العام مع زوجته وأولاده..

وعمي ليس الوحيد في هذه الحالة بل الكثيرون من فعلوا ذلك وهو يعيش بينهم في بنايات خاصة بهم تدعى ” foyer “..
فكل المهاجرين الأجانب الذين تركوا أسرهم ببلدانهم يعيشون في تلك الاماكن كل واحد بغرفته وهناك مطبخ مخصص لهم , ولعل هذا هو السبب في ان عمي لا يمانع في الحضور عندنا الى الدار ليعيش شهر رمضان داخل جو اسري واني أتساءل كيف كان يقضي الشهر كله وحده قبل مجيئنا نحن إلى فرنسا …عمي هذا شخص يحب الكلام كثيرا لذلك فنحن نجلس احيانا نسمع ما يحكيه ساعات طوال حتى نمل الاستماع بيد انه لا يكترث فيواصل حديثه حتى يكمله ثم يشرع في سؤالنا عن كل ما قاله وان حدث و قلت انك لا تدري فهنا تعلم ما سيحدث ؟! يعيد عليك القصة كلها فتقول في نفسك ليتني سمعته في المرة الأولى وأرحت نفسي ..!!

هكذا هو عمي وهكذا يمر الوقت و نصل إلى ثامن ايام رمضان دون ان نشعر

رمضان 2008


أسبوع كامل مضى من رمضان ..ولن يعود
أسبوع كامل والمسلمون في كل مكان يصومون لرب واحد..
ومن بين كل هؤلاء المسلمين “أنا طبعا” وكل الجاليات المسلمة المقيمة بفرنسا التي يبلغ عددها تقريبا أكثر من خمسة ملايين نسمة!!
تخيل معي انك مسلم وتسكن في فرنسا وجيرانك ليس منهم مسلم واحد!!
هذا حالي أنا.. فهم إما فرنسيون أو برتغاليون أو ايطاليون او حتى برازيليون لا يعرفون عن الإسلام سوى الاسم أو ما يسمعونه عنا من خلال قنوات التلفزيون …ولا يخفى على احد أن الإعلاميين في هذا البلد يحبون كثيرا الكلام في مالا يدرون عنه شيئا…فتخيل معي حين تخرج للشارع بجلبابك التقليدي قاصدا المسجد أو حين يمتنع أطفالك عن الأكل في مطاعمهم و لو يوما..كارثة !! فأنت بذلك إذا لم يكن في علمك قد أصبحت إرهابيا !

يجب ان تعرف انك في بلد العلمانية أي أن كل ما يتعلق بالدين محظور( أو بالأحرى كل ما يتعلق بالإسلام).
ومع ذلك فالإسلام هنا حاضر بقوة بل إن الفرنسيين هم الشعب الذي يسلم فيه اكبر عدد في أوروبا كلها..وقد حصل ذلك مرتين على الأقل في مسجدنا هنا: أتذكر انه ذات يوم و قبل صلاة العشاء في رمضان طلب منا إمام المسجد ان نحمد الله كثيرا فقد انضم إلينا اخ جديد و سألنا الدعاء له ليتبثه الله على دين الحق !

وعلى ذكر المسجد لا يفوتني ان أبشركم ان العرب إن اختلفوا في بلدانهم فهم في بلاد المهجر متآخون متحابون و خصوصا خلال شهر رمضان فإمام مسجدنا مغربي والمؤذن جزائري والأخ الذي يلقي بعض الدروس الدينية مصري وكم هو جميل لقاؤنا كل مساء لصلاة التراويح والأجمل هو وقت الذهاب و الإياب من المسجد ، مشهد رائع !

اخرج كل يوم رفقة أسرتي على الساعة التاسعة و الربع قاصدين المسجد مشيا على الأقدام في غالب الأحيان وكل يوم نصادف نفس الوجوه قادمة من كل فج وأنا امشي على عجل دائما لاني أتنافس (منافسة شريفة طبعا) مع بعض الأخوات على الصف الأول …و بعد الوصول للمسجد نصلي ركعتا تحية المسجد و ننصت للدرس الذي لا يدوم وقتا طويلا ثم يؤذن المؤذن لصلاة العشاء و نقوم للصلاة، يكون المسجد ممتلئا عن آخره كل مساء رجالا و نساء، نصلي صلاة القيام وآذاننا صاغية لتلاوة القرآن بصوت الإمام العذب الذي يسهل الخشوع وبعد الصلاة ندردش قليلا مع الأخوات قبل ان نهجم من جديد على الشارع الفرنسي في منتصف الليل..

تكاد تنسى أحيانا انك في فرنسا!!

رمضان 2008


قبل خمس سنوات كنت أعيش أحلى الأجواء الرمضانية.. كل يوم مختلف عن الآخر في جو عائلي دافئ..
واا شوقااااااااااه لتلك الضوضاء التي كانت تعم أرجاء البيت …حيث يمتزج فيها صراخ الأطفال و حديث النساء و الرجال وصوت موسيقى الملحون على التلفزيون..
و ماذا عن الروائح الزكية التي تنبعث من المطابخ !! من مطبخنا و من مطابخ الجيران طبعا .
ناهيك عن سهرات السمر التي كنا ننشد فيها الأهازيج مدحا لرسول الله عليه أزكى الصلاة و السلام..
أما الآن (في فرنسا) و قد فارقنا الأهل و الأحباب فالأمر مختلف تماما..
و لكن الحمد لله …نحاول استرجاع بعض ما فقدناه من خلال تجمع المسلمين هنا من كل الأجناس لصلاة التراويح في بيت الله …
و ما احلي تلك اللحظات !
وانه لفي مثل هذه اللحظات يقوى الإيمان و ترتفع الهمم فالحمد لله على كل حال