الجمعة، 4 فبراير 2011

تونس، مصر وانا

لست مصرية ولا تونسية لكن من باب الاخوة والعروبة يهمني كثيرا ما يحصل هناك لذلك اتتبع الاخبار اولا باول ، اتابع مجريات الامور من خلال القنوات والمواقع الاخبارية والاجتماعية ، وبكل تلقائية اجد نفسي قد اخترت مع من اكون ومن اساند كيفما استطعت.
 
خلال الثورة التونسية كان الامر اكثر وضوحا وسهولة ، فالشعب كله كان ضد بن علي والجيش اختار ان ينصف شعبه بكل شهامة رافضا اسقاط المزيد من الشهداء. اما اليوم وقد تأزم الوضع في مصر الشقيقة فيبدو ان الامر اكثر تعقيدا، كان ذلك متوقعا في الحقيقة فسقوط نظام مبارك هو زوبعة عظيمة سيكون لها اثر كبير جدا على المنطقة كلها وليس مصر فقط.
 
لكن ما لم اكن اتوقعه ، وهو يحصل اليوم ، ان لا يكون كل المصريين متفقين ومتحدين حول مسألة تنحي الرئيس مبارك !! طبعا هناك دائما فئة لا تريد التغيير لان لديها مصالح شخصية لكن حين تسير الامور على هذا النحو الثوري الجماهيري  المفروض ان تكون هذه الفئة قليلة العدد ، انما حسب ما يبدو لي (كمتتبعة) ، هناك ثلاث ملايين او اربع على الاكثر تتظاهر في شوارع مصر ضد النظام والآخرون منهم من يعلن علنا رفضه لهذه الثورة ،(الله اعلم بعددهم) ، واكيد هناك الكثيرون الذين لا يشاركون لا في الثورة ولا برأيهم حول مايحصل ....
 
اقول كل هذا ، ليس لأحبط المصري الذي يتمنى من كل قلبه ان يرحل مبارك ، ولا لأعلن ان الثورة المصرية فاشلة ! فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة !انما اقول كل هذا وانا المتضامنة بقوة مع المتظاهرين في كل ارجاء مصر ، لكي اعلن انزعاجي من كل مصري يرفض هذه الثورة !

حقا ، ان الامر محزن جدا !!
 
اجل كما سبق وقلت لست مصرية ، لذلك ودون شك اجهل الكثير عن "الثقافة المصرية" كما يسميها "الريس" ولكني لا احكم على هذه الثورة فقط حسب هواي ، لست الا متتبعة من بعيد تنحاز دائما لجهة الحق ...واعتقد انه من الجنون ان نسمي السيد مبارك (مع كل احتراماتي لمؤيديه) "رجل الموقف" او "الزعيم العربي العادل" !!
لن ادخل في تفاصيل سنوات مبارك عمدا لاني لم اعشها شخصيا والمصري اولى بان يتحدث عنها ، و لكن اتحدى من يدخل في تلك التفاصيل ان يجد بين طياتها ما يبرئ به فخامة الريس ونظامه الدكتاتوري ...
 
من الملاحظات التي رأيتها طوال هذه الثورة المصرية ، ان المشاهير المصرية كلها من شيوخ واعلاميين وسياسيين وفنانين انقسموا كذلك الى ثلاث اقسام ، على غرار الشعب المصري...منهم من دعا للانضمام للثورة او خرج للشارع بنفسه كالاستاذ عمرو خالد ، والشيخ صفوة حجازي او الاعلامي محمود سعد وغيرهم ، ومنهم من يؤيد حسني مبارك ويمتدحه بكل قوة ومنهم من لا يبدي رأيه ولا يشارك في المعمعة...
واخيرا امر شائك ومريب ينضاف الى لائحة الملاحظات وهو يهم قناة الجزيرة التي اصبحت مؤخرا عرضة لاتهامات شتى من كل الانواع من طرف اشخاص كثيرة جدا ( اكثر من اربعين الف شخص مثلا موجودون في احد صفحات الفايس بوك التي سميت "كارهي الجزيرة") ، بصراحة انا اعتبر هذه القناة العربية عالية المستوى وفيها من المهنية ما يستحق التقدير ، ربما احيانا يكون انحيازها لطرف معين اكثر مزعجا للبعض ، ولكني لا اعرف الى اليوم قناة عربية كانت او اجنبية ليست منحازة لرأي دون آخر !! فمهما قيل ان الصحافة في الاصل محايدة وهدفها الاول ايصال الخبر الا ان ذلك مستحيل تماما على ارض الواقع !! خصوصا حين يكون الصحفي اوالقناة بشكل عام ينتمي بشكل او بآخر الى القضية المعروضة .ومن وجهة نظري ، الجزيرة منذ بدايتها اتخذت تقريبا بشكل دائم عكس التيار في كل ما يتعلق باسرائيل ، وهذا ما يفسر انحيازها لرأي الشعب ضد كل حاكم عربي كان عميلا لاسرائيل ، لا اقل ولا اكثر.

وفي آخر المطاف اعتقد اننا لسنا حيوانات او آلات مبرمجة على تقبل كل ما نسمعه ونراه على قنوات الاعلام ، سواء كانت الجزيرة او قناة اخرى ، نحن بشر شرفنا الله بالعقل لنميز به بين الحق والباطل ! ولكل عقله ليفكر به ويختار به صفه ، وليكن كل منا مسؤولا عن اختياراته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق