الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

رمضان 2008


ذات يوم من آخر ايام رمضان من السنة الماضية اتفقت مع صديقتي الاندونيسية على ان نطلب من استاذة الفيزياء ان تؤجل الامتحان الذي كان مقررا اجراءه آخر ذاك الاسبوع لانه كان من الممكن ان يصادف ذلك اليوم عيد الفطر فانتظرنا نهاية الحصة ثم عرضنا عليها الامر آملتين ان تقبل لاننا سنتغيب على اية حال يوم العيد قبلت ام لم تقبل !
ففوجئنا باجابة غريبة مفادها ان الصيام لا فائدة منه وانه مضر بالصحة ثم حكت لنا انها في شبابها (هي امراة متقدمة في السن) كانت تمتنع عن الاكل لتنقص من وزنها وكان والدها دائما يعاتبها على ذلك لكنها لم تكن تسمع كلامه واليوم ادركت انه كان على حق فلا يجب الامتناع عن الاكل ابدا ! و شبهت ذلك بصيامنا …
فاستوقفتها بعد ان سمعت ما فيه الكفاية و افهمتها ان صيامنا ليس دافعه نقص الوزن او شيء من ذاك القبيل و اخبرتها عن سبب صيامنا وعن بعض فوائد الصيام ثم سألتها من جديد : اذن نحتفل بعيدنا ونتغيب عن الامتحان ؟
فقالت : اي حفلة ؟
وهنا فهمت ان المسكينة لم تفهم شيئا من طلبي فهي اصلا كما يقول المصريون “عبيطة شوية” ثم انها لا تعلم اننا ايضا لنا اعيادنا…

شرحت لها الامر بالتفصيل وفي آخر المطاف حصلت على ما كنت ابغيه فشكرتها وانطلقت مع صديقتي لنخبر الجميع بتاجيل الامتحان !

هذا العام الامر مختلف تماما اصبحت طالبة وانتهى عهد استاذة الفيزياء “العبيطة” وامتحانتها الكثيرة.
اليوم الاربعاء يبدأ موسم دراسي جديد على اجواء رمضان الساحرة ،و اليوم هو اول يوم لي على مدرجات الكلية التي تبعد عن منزلنا ببضع الكيلومترات ، اليوم وعلى غير عادتي ساستيقظ بنشاط لوجبة السحور او بالاحرى ساحاول …بعد صلاة الصبح على الساعة السادسة ساستجمع قواي واستعد لقضاء يوم طويـــل !! يوم سيبتدأ ان شاء الله من محطة القطار والتي ساركب منها القطار الاول والذي سابقى فيه تقريبا نصف ساعة ثم اتوقف في محطة اخرى آخذ فيها القطار الثاني الذي سابقى فيه مدة اطول ، تقريبا 45 دقيقة ولا تخالوا اني حين ساخرج من هذا القطار ساكون قد انهيت المشوار ! فانا هنا فقط سابحث عن الحافلة التي ستتكرم علي و تنقلني لكلية الصيدلة !!
هكذا ستكون اسابيعي من الان فصاعدا ، ساعة و نصف من التعب و العناء داخل وسائل النقل التي بالتأكيد لن اكون وحدي من يستعملها فالطلبة مثلي كثيرون …لتنتهي الرحلة و اخيرا على مدرجات الكلية التي ساترك عندها عضلاتي تستريح ويأخذ مكانها العقل عله يفهم شيئا من الدروس او على الاقل دروس الصباح اما دروس المساء فاشك ان بطني الفارغة ستتركه يركز بما فيه الكفاية بل اني اخاف ان تعلن تذمرها كما تفعل احيانا باصدارها تلك الاصوات الغريبة التي قد ترعب اقراني من الطلبة و خصوصا منهم غير المسلمين الذين لا يعلمون اننا في رمضان !
عموما سيكون اليوم شيقا للغاية فبعد ان ارجع للمنزل في المساء تبتدأ طبعا مغامرات اخرى( سبق و حدثكم عنها) امام مائدة الافطار وفي صلاة القيام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق