الجمعة، 14 مارس 2014

أضغاث أحلام



هب أنك تمتلك الفانوس السحري وأنك مطالب بسرد أمنياتك وتخيل ماذا تريد أن تحقق في حياتك، ما هي الأشياء التي تريد أن تعيشها والتجارب التي لطالما حلمت بخوض غمارها، أنا طرحت هذا السؤال على نفسي أو لنقل أطرحه باستمرار، لاأن الطموحات تتغير خلال فترات الحياة ولأنني مزاجية لحد ما ولكن بكل الأحوال يمكن أن أقول إن سرد الأمنيات ليس من الأشياء التي أستصعبها ويوجد دوماً بحوزتي بحر من الأحلام 
لا يهمني كثيرا كم منها سوف يتحقق وكيف بقدر ما يهمني أن أحلم كل يوم، لست من الناس الذين تغشاهم الغمة بمجرد أن يعيشوا نكسة حلم، عندي قناعة أن كل ما لا يتم لم يكن له أن يتم يوما، وفي النهاية حتى ولو حزنت وبكيت فقناعتي تعيد لي وعيي ولو بعد حين
لو سألوني اليوم عن أحلامي لقلت 
إني أحلم أن أكتب كتاب أو أكثر، وأنشر مؤلفاتي التي ستحمل اسمي وصوتي للعالم وستكون لي بصمة أتركها من خلفي يوم ينتهي رصيد أيامي 
وأحلم أن أكتسب من العلم في مجال القرآن ما هو ممكن فأتعمق فيه إلى جذور التفاصيل الدقيقة 
وأحلم أن أسافر لأماكن بعيدة وأجوب كل تلك البلاد التي تجذبني إليها وهي كثيرة 
وأحلم بالحب على هيئته الصافية النقية لأرعى قلب إنسان أخصه بنفسي وأخبئ عوالمي كلها على شرفات ابتسامته 
وأحلم أن أغير شيئا بهذا العالم البئيس من نافذة إمكانياتي على مبلغ علمي وفي حدود اختصاصي 
وأحلم أن أقابل قبل مماتي كل من هم أكابر بعيني وأرى النور في صدري حين أكون معهم وبحضرتهم 
وأحلم بأشياء أخرى لا يليق بها أن تنشر كلها 

لعل الناظر للحياة من زاوية الموت القادم لا محالة هو الأبلغ إدراكا لمساعيها الفانية، فهو يرسم الطريق المؤدية لأحلامه معتبراً عامل الوقت المحدود بطرفيه (الولادة والموت)، فلا يضيع أيامه في بلوغ مساعٍ لا تغني ولا تسمن من جوع وكذلك لا يتكاسل عن الكد والتعب للوصول لأهدافه.