" تفتيـــــــــش ! "
هكذا كانت تصرخ الاخوات المسؤولات عن مراقبة ابواب الدخول لمسجد رسول الله ، تمد يدها الى حقيبتي اليدوية لتفتشها بالكامل ثم من كثرة ريبتها من ابتسماتي العريضة تحاول تفتيشي ايضا دون جدوى ، اعترف اني اول مرة اصابتني الدهشة من مثل هذه التصرفات ، خصوصا انها لم تكن مرفوقة برفق او حنية في التعامل ، ثم ان الثوب الاسود الذي يغطي وجوههن بالكامل كان كالجدار العازل بيني وبينهن ، لا يسمح لي بادراك ابتسامة او حتى نظرة من عيونهن ، كن ينظرن الي كما انا بينما اقف انا كالاعمى انتظر ان تنطقن بكلمة لافهم قصدهن ، لست ممن سيجعلني مثل هذا الموقف اقول :"يجب منع ذلك الستار!" فبغض النظر عن ما يقوله الشرع في ذلك او حتى ما تفرضه التقاليد في ذلك البلد ، لا اسمح لنفسي ان اقرر مكان شخص آخر مايحق له ان يلبسه ام لا ولكن لابد من ان اشير الى ان ابواب الدخول للرجال والنساء متفرقة وليس هناك مجال لان يدخل رجل من تلك الابواب ولا حتى ان يمر من امامها الا من بعيد بحيث يوجد سور يحيط بساحة النساء فيه باب آخر ، ولذلك فاني ارى انه لا حرج في ان ينزعن ذلك الستار حتى ندرك نحن النساء مع من نتكلم وما المطلوب منا ! اعتقد ان ذلك من الاحسان في المعاملة