الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

رمضان 2008


طوال شهر رمضان اهتم كل يوم بتجهيز مائدة الإفطار التي تمتلئ بكل ما تشتهي بطوننا الفارغة، أضع فيها “الزلافات” (الأواني التي توضع فيها شوربة الحريرة المغربية الشهيرة) ثم التمر و الشباكية و البريوات و البيض المسلوق وأنواع الحلوى والأطباق المغربية التي نعدها كل يوم، واحضر كذلك الشاي و القهوة لتلبية رغبات كل واحد ثم نجلس جميعا انا و اسرتي) قبل موعد الإفطار نتبادل أطراف الحديث في انتظار الآذان الذي لا يأتي صوته من الخارج طبعا، لأننا في فرنسا ، لكنه يأتي من المذياع وبالضبط من إذاعة الشرق التي لا تبخل علينا بالإعلانات قبل ان تعلن و بعد طول انتظار ان موعد الإفطار قد حان !

ينهال كل واحد منا على “زلافته” فيذهب الظمأ و تبتل العروق …ثم نقوم لصلاة المغرب جماعة ونرجع بعد ذلك نكمل الطعام والكلام و صوت التلفزيون دائما يشاركنا الجلسة..

يزورنا عمي عادة مرة في الأسبوع، أما في رمضان فهو يفطر عندنا كل يوم ونكون سعداء بذلك، فالجلسة تكون حميمية أكثر بحضور الأقارب ..عمي هذا من الجيل الذي جاء الى فرنسا في زمن الاستعمار وقد عاش مدة كبيرة من حياته في هذه البلاد، ولكنه لم يحضر معه أسرته بل تركها في المغرب، و يقضي ثلاث شهور في العام مع زوجته وأولاده..

وعمي ليس الوحيد في هذه الحالة بل الكثيرون من فعلوا ذلك وهو يعيش بينهم في بنايات خاصة بهم تدعى ” foyer “..
فكل المهاجرين الأجانب الذين تركوا أسرهم ببلدانهم يعيشون في تلك الاماكن كل واحد بغرفته وهناك مطبخ مخصص لهم , ولعل هذا هو السبب في ان عمي لا يمانع في الحضور عندنا الى الدار ليعيش شهر رمضان داخل جو اسري واني أتساءل كيف كان يقضي الشهر كله وحده قبل مجيئنا نحن إلى فرنسا …عمي هذا شخص يحب الكلام كثيرا لذلك فنحن نجلس احيانا نسمع ما يحكيه ساعات طوال حتى نمل الاستماع بيد انه لا يكترث فيواصل حديثه حتى يكمله ثم يشرع في سؤالنا عن كل ما قاله وان حدث و قلت انك لا تدري فهنا تعلم ما سيحدث ؟! يعيد عليك القصة كلها فتقول في نفسك ليتني سمعته في المرة الأولى وأرحت نفسي ..!!

هكذا هو عمي وهكذا يمر الوقت و نصل إلى ثامن ايام رمضان دون ان نشعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق