الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

رمضان 2008


أسبوع كامل مضى من رمضان ..ولن يعود
أسبوع كامل والمسلمون في كل مكان يصومون لرب واحد..
ومن بين كل هؤلاء المسلمين “أنا طبعا” وكل الجاليات المسلمة المقيمة بفرنسا التي يبلغ عددها تقريبا أكثر من خمسة ملايين نسمة!!
تخيل معي انك مسلم وتسكن في فرنسا وجيرانك ليس منهم مسلم واحد!!
هذا حالي أنا.. فهم إما فرنسيون أو برتغاليون أو ايطاليون او حتى برازيليون لا يعرفون عن الإسلام سوى الاسم أو ما يسمعونه عنا من خلال قنوات التلفزيون …ولا يخفى على احد أن الإعلاميين في هذا البلد يحبون كثيرا الكلام في مالا يدرون عنه شيئا…فتخيل معي حين تخرج للشارع بجلبابك التقليدي قاصدا المسجد أو حين يمتنع أطفالك عن الأكل في مطاعمهم و لو يوما..كارثة !! فأنت بذلك إذا لم يكن في علمك قد أصبحت إرهابيا !

يجب ان تعرف انك في بلد العلمانية أي أن كل ما يتعلق بالدين محظور( أو بالأحرى كل ما يتعلق بالإسلام).
ومع ذلك فالإسلام هنا حاضر بقوة بل إن الفرنسيين هم الشعب الذي يسلم فيه اكبر عدد في أوروبا كلها..وقد حصل ذلك مرتين على الأقل في مسجدنا هنا: أتذكر انه ذات يوم و قبل صلاة العشاء في رمضان طلب منا إمام المسجد ان نحمد الله كثيرا فقد انضم إلينا اخ جديد و سألنا الدعاء له ليتبثه الله على دين الحق !

وعلى ذكر المسجد لا يفوتني ان أبشركم ان العرب إن اختلفوا في بلدانهم فهم في بلاد المهجر متآخون متحابون و خصوصا خلال شهر رمضان فإمام مسجدنا مغربي والمؤذن جزائري والأخ الذي يلقي بعض الدروس الدينية مصري وكم هو جميل لقاؤنا كل مساء لصلاة التراويح والأجمل هو وقت الذهاب و الإياب من المسجد ، مشهد رائع !

اخرج كل يوم رفقة أسرتي على الساعة التاسعة و الربع قاصدين المسجد مشيا على الأقدام في غالب الأحيان وكل يوم نصادف نفس الوجوه قادمة من كل فج وأنا امشي على عجل دائما لاني أتنافس (منافسة شريفة طبعا) مع بعض الأخوات على الصف الأول …و بعد الوصول للمسجد نصلي ركعتا تحية المسجد و ننصت للدرس الذي لا يدوم وقتا طويلا ثم يؤذن المؤذن لصلاة العشاء و نقوم للصلاة، يكون المسجد ممتلئا عن آخره كل مساء رجالا و نساء، نصلي صلاة القيام وآذاننا صاغية لتلاوة القرآن بصوت الإمام العذب الذي يسهل الخشوع وبعد الصلاة ندردش قليلا مع الأخوات قبل ان نهجم من جديد على الشارع الفرنسي في منتصف الليل..

تكاد تنسى أحيانا انك في فرنسا!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق