الخميس، 27 مايو 2010

الحلقة السابعة : رحلة الضفتين



بدأ الموسم الدراسي الجديد و"س" لم تلحق بزملائها داخل الصف ، كانت في رحلة وداع ، هي واسرتها بعد ان تأكد الموعد وحجزوا أماكنهم داخل الحافلة المتجهة لباريس.
في ظرف عشرين يوما تقريبا قامت بزيارة كل أقربائها تقريبا ، البعيد والقريب ، الصغير والكبير ؛ سقطت دمعة هنا واخرى هناك ، كثر الحديث وطالت العناقات الحميمية والنظرات التائهة بين تجاعيد الملامح الغالية والوقت كان يمضي...
في الأيام الأخيرة جمع الأثاث وأغلقت الغرف ، ألغي الهاتف وحزمت الأمتعة ولم يتبقى سوى أشباح ذكريات سكنت زوايا المنزل. وقبل الرحيل خرجت "س" مع صديقاتها للمرة الأخيرة لنزهة قصيرة كانت شبه عادية ، لم يذكر فيها موضوع الرحيل إلا قليلا ! "س" كانت تتفادى ذلك وكأن الموضوع مجرد خبر غريب مختلف لكن ليس ذا أهمية كبيرة (...) ، حتى أنها لحظة الفراق كأنها

الاثنين، 24 مايو 2010

الحلقة السادسة : العهد الجديد



كان اليوم عاديا جدا ، "س" واخوتها اصبحوا قد اعتادوا شيئا ما على ذلك الفراغ داخل المنزل الذي خلفه غياب ابويهم ؛ بل الحقيقة انهم لا يتوقفون عن الشكوى لبعضهم البعض ويتنهدون طول الوقت بل ويتذمرون من الوضع لكنهم يستحضرون في عقولهم سبب الغياب فيتناسون كل ذلك ليبدوا كانهم تعودوا فعلا !
كانت "س" من جهتها تتخيل الايام القادمة بتردد ، وترقب الايام التي تمضي بحيرة وهي تنتزع كل يوم من اليومية المعلقة امام المكتب الورقة المكتوب عليها تاريخ اليوم.

كان الانتظار صعبا وطويلا والمجهول قادما ببطء شديد.

الموسم الدراسي الجديد اوشك
ت بدايته وكل صديقاتها كن منشغلات بالاستعداد لذلك ، اما هي فقد كان ذلك آخر همها؛ فقد استوطنت داخل مخيلتها احلام اخرى ، احلام وردية لم تبح بسرها آنذاك الا لصديقة واحدة دون ان تذكر لها التفاصيل الشيقة والمثيرة التي كانت ترى

الثلاثاء، 18 مايو 2010

الحلقة الخامسة : عادات واعياد



توجد لدى كل الشعوب عادات وتقاليد يتشبتون بها اكثر مما يتعلقون بامور اخرى لها اهمية اكبر ودلالة اوضح وانفع. فغالبا يلاحظ ان العادات لا يعرف لها تفسير واضح ولا اصل تاريخي موثق ، هي فقط موروثات شعبية تعود الناس عليها وعودوا اطفالهم عليها.
من الملاحظ ايضا خلق الروابط بين تلك العادات وبين مناسبات رسمية دينية مثلا او وطنية ونحو ذلك، حيث تجعل منها الشعوب طريقتها الخاصة في الاحتفال بالمناسبة .

"س" كانت تعيش وسط مجتمع مسلم كان فيه مكان كبير لمثل تلك العادات الغريبة بل والمتناقضة احيانا، اما الغرابة فتكمن في الاسلوب العجيب الذي كانت دائما "س" تستغرب منه ، فمثلا قبل حلول عيد الاضحى المبارك ببضعة ايام ، كان شباب المدينة يخرجون للشارع جماعات وهم متنكرون تحت جلود الخرفان!
في البداية كان الهدف من ذلك فقط التسلية وتخويف الاطفال الصغار الذين لم يصل وعيهم

الجمعة، 7 مايو 2010

الحلقة الثالثة : ادغال السين


سور كبير مبني بالطين، له ابواب عدة ، يدخل منها الداخلون ويخرج منها الخارجون وهم يصطدمون فيما بينهم ويتزاحمون، وكل ذلك بشكل عادي جدا، لا يدهش له سوى الغرباء عن المكان. داخل السور اعداد هائلة من البشر ،تمشي بعفوية في كل الاتجاهات ، اصوات عنيفة تجرح اذن السائح الغير المتعود على مثل تلك الضوضاء الغريبة ، روائح زكية تداعب انف الزوار والوان مختلفة ومتدعددة تمتع الابصار التائهة داخل ادغال السوق.هكذا سيصفه لك ذلك الزائر المتعود على المحلات الكبرى والعصرية ، اما "س" وهي التي كانت ترافق امها الى السوق مرة في الاسبوع فرؤيتها مختلفة ، بالنسبة لها ولساكنة مدينة اكادير: السوق هو قلب المدينة!

سوق اكادير هو المكان الذي يباع فيه كل شيئ الا السمك، فهناك تجد ركنا خاصا بالفواكه والخضر ، وركنا للملابس والاحذية والاواني وكل ما يخص حاجيات المنزل ، وتجد ايضا ركنا خاصا بكل ما يتعلق بالخشب وركنا للزرابي وركنا مختصا في كل ما هو تقليدي ، هذا الركن الاخير كأنه
طباشير

ابداع من ابداعات مي ملكاوي ...رائعة ، احبها !
استمعوا واستمتعوا :)

الخميس، 6 مايو 2010

الحلقة الثانية : تفاصيل حياة


"استعمال الزمان"، هكذا كانت "س" واقرانها في المدرسة يسمون تلك الورقة التي يستلمونها في بداية السنة الدراسية والتي يتبينون من خلالها اسماء المواد التي سيدرسونها واسماء المدرسن وكيفية توزيع ساعات الدراسة على الاسبوع: من الاثنين الى السبت .
هكذا يبتدأ العام ، فترتسم على وجوه البعض ابتسامات عريضة حين يكتشفون ان الحظ حالفهم لان الاستاذ الفلاني او الاستاذة الفلانية كان من نصيبهم هذه السنة وعلى عكس ذلك ترى البؤس بل والدموع احيانا تتساقط من عيون بعض التلميذات اللواتي شاءت ادارة المدرسة (حتما عن غير قصد) ان تجعلهن في اقسام متفرقة فتكون بذلك قد حطمت اسطورة صداقة قيل انها ستكون أبدية (...).
هكذا و ككل سنة يعود الصخب الشديد والضوضاء الى ساحة المدرسة ، يلتقي الاصدقاء من جديد بعد قضاء عطلة صيفية ممتعة ، قد تكون المتعة فيها فقط في طريقة روايتهم الدرامية المخالفة للحقيقة والتي احيانا تتجاوز حدود الخيال...

الثلاثاء، 4 مايو 2010

الحلقة الاولى : العهد القديم




تستيقظ "س" ككل يوم بتثاقل شديد تلبية لنداء امها التي لا تزال تنادي. تقوم والنعاس لايزال يغشى عينيها ، تتوضئ بسرعة لتلحق بباقي افراد اسرتها الذين ملوا الانتظار ...تظهر امامهم اخيرا ، فتقبل رأس ابيها ويد امها المتضايقة من كسلها الشديد، ثم تصلي ركعتي الفجر وبعد ذلك تستقيم هي وباقي افراد اسرتها لصلاة الجماعة . بعد النهاية من اداء فريضة الصلاة تسول لها نفسها غالبا أن تتسرب من الغرفة بخفة ، كاللص الهارب من العدالة لتعود بأقصى سرعة لسريرها الناعم فتكمل حلما بدأته اثناء نومها العميق ، احيانا تتمكن من الوصول لغايتها واحيانا اخرى لا تسير الامور على مبتغاها ، فابوها الفاضل يحب كثيرا ان يسألها هي واخوتها عن بعض الامور ...كان يسألهم عن السور التي يحفظونها ، والادعية التي يعرفونها والسنن المتعلقة بالصلاة ولا سيما صلاة الفجر وكان ايضا يحاول امتحان معلوماتهم في هذا المجال بطريقة تجعلهم يتسابقون في ذلك لينالوا رضاه.
"س" لم تكن تدرك روعة هذه الجلسات الأسرية ، في مثل هذا الوقت بالذات