الخميس، 30 مايو 2013

سحابة رمادية

الوداع دائما مقرف كيفما كانت الظروف، لكنه جزء من الحياة 
قالت وهي تبكي : لا، عادي أصلاً كان الأمر متوقعاً.
هذا بالذات هو الغريب في الحكاية، أنها كلها متوقعة من ألفها إلى يائها.
قال لها: أنا آسف، أنا فعلا آسف.
الأسف هو ردة الفعل الوحيدة التي تليق بهكذا مواقف، ومن لا يأسف على وردة تذبل وجنة تتصحر.
في النهاية لا شيء مهم، قد تصادف في حياتك شخصا غريباً عنك يجلس إزائك يراقب كلامك وتصرفاتك باهتمام، يحاورك ويسألك عن نفسك ألف سؤال، قد تنصرف عنه ولا تعيره اهتماماً وقد تتلاعب به وتجيبه بأكاذيب وخرافات لتتسلى، وقد تفتح له قلبك على مصراعيه، اختيارك رهين بمن تكون وما تريد
أما النتيجة فليس لك فيها يد، ستتحمل ما يأتيك من الزمان بحلوه ومره، لأنها مجرد صدفة.
بعض الصدف لو كان بيدنا اختياراجتنابها كنا دون شك ابتعدنا عنها مسافات، لكنها صدف مقدرة.
ستظل فينا ذكراها لكن لا نبالي لا نبالي، 
البال ينبغي أن يرتمي على كل أمر ذي بال، 
لا شيء يستحق أن تذرف الدموع لأجله وتتورم العيون،
لا شيء يستحق أن يتخفى عند كل منام، 
الوهم وهم مهما حصل، فحصنوا قلوبكم وعقولكم وكل شيء فيكم، حصنوها أن تغدو تنهيدة طويلة الأمد.
يا زمان أفرح تلك القلوب الدفينة فرحة ليس بعدها حزن.
ليتنا نستعير عيون أحكم الحكماء لنبصر بها حياتنا فنختصر الطريق.

الثلاثاء، 28 مايو 2013

الدين بين المد والجزر

فأما الملحدون فصاروا بيننا في كل مكان، وفي الواجهة الأخرى هناك المتدينون وبينهما شريحة هي الأكبر أسميهم "الباحثون عن الطريق" فهم ليسوا مشككين قابلين للرفض التام للدين وليسوا كذلك مقتنعين بكامل حيثيات الدين وعندهم توجس حيال بعض النقاط، وحتى الذي هم به مقتنعون فعندهم صعوبة فاضحة في نقله من القلب إلى الواقع، هم مؤمنون ولكن...
وهي ظاهرة لها أسباب عديدة طبيعية من أولها احتكاكهم بالطرفين الأولين : فالملحدون يجادلون فيما يجهله هؤلاء وذلك يثير التساؤلات عندهم، والمتدينون غالبهم يثير الرهبة في نفوس هؤلاء، يخافون من غلوهم وغلظتهم ولا يرون فيهم تلك الصورة التي يحتاجونها في الدين
وطبعاً هناك أسباب أخرى كثيرة تختلف من فرد لآخر، تحوم كلها حول الرؤية التي يمتلكها الإنسان عن الحياة وكمية الإرادة التي يستطيع أن يربطها بفكرة في ذاته وليس فقط بهدف يضعه نصب عينيه، يعني تلك القدرة على تغيير أسلوب الحياة بشكل تام