السبت، 17 مارس 2012

دستور الفايسبوك



وجوه كثيرة ، افكار رائعة ، شخصيات ، ألوان ، وكلام فارغ و اوقات ضائعة ، ومعلومات كثيرة ، ومعاملات استثنائية ، وعوالم مختلفة ومستجدات والكثير الكثير من الاشياء الجميلة والتافهة تنطوي داخل صفحات ذلك الموقع الذي يجمعنا أسماءً تظهر على الشاشات ورؤى تضج بالحياة. 

حتى لا نطيل الكلام عن مكامن الشر والخير على الفايسبوك او الفايس كما يحب ان 
يسميه آخرون ، فالاسهل ان نقول كما يعلمنا المثل
 "الشيء ان زاد عن حده انقلب الى ضده" 
وهذه حكمة نمشي عليها في كل امور الحياة ، والأخذ بها هنا من اعقل الكلام ، فلو طال بقاؤنا على الفايسبوك مسنا الضر وان نحن احسنا تدبير اوقاتنا لتذوقنا طيبات الفايسبوك بامتدادها، وكفى.
انا كالآخرين لست من الملائكة ألتزم الصحيح من الافعال ولكني احاول ، ولي خطوات اسير عليها في مشوار المحاولات ، ولست اكتب الآن لأنصح واعظ وآمر وانهي ، اكتب فقط لألخص ما وصلت اليه من التزامات واختيارات ، اكتب دستوري الفايسبوكي :) 




انا لا انشر الا ما يتماشى مع رؤيتي للحياة ، واذا نشرت ما يخالفه في موضع ما فلأحاور فيه واناقش او انتقد اذا امتلكت ما ادافع به عن رأيي.
انا لا انشر فقط لانشر ، فالنشر هو دعوة للاهتمام ، فكيف ادعو الناس حولي للاهتمام بنُكتة او صورة مفبركة او اغنية منحطة...
انا لا انشر الا بعد ان احيط علما بما نشرته وذلك اضعف الايمان 
انا انشر احيانا اخبارا ومستجدات لكونها تهمني واحس انها ستهم بعضا من الآخرين 
انا لا انشر صوري الخاصة التي اظهر فيها بشكل فاحش يثقب العينين ليحبوها ويقولوا ما أجملها ، ليس لأني اخاف ان يسرقوها ويفسدوا بها ، فلكل ما كسبت يداه ، لكني اعتبر ذلك فقرا في الثقة بالنفس وفي نفس الوقت نفاقا ، فنحن نحتاج للكلمة الطيبة نسمعها من الغير تسعدنا وتحسسنا بالافتخار ، ولكن هل جمال الهيئة من ابداعنا حتى نمتدح فيه ؟ اليس الاجدر ان يقال فينا الخير لجميل صنع قامت به ايدينا او لروعة فكرة انتجتها عقولنا ...
انا اختار مجتمعي الرقمي الخاص بي ، وانتقي من الفايسبوكيين امتعهم وانفعهم واحاول الابتعاد حد المستطاع من سوء ما كان.
انا كنت اكاتب الناس فردا فردا في المناسبات ، انثر عندهم كلمات اصوغها بعناية ، ولم اعد. لاني ادركت ان الفايسبوك ليس لهذا الغرض وُجد ولا لنحكي عن حالاتنا العاطفية ، او حالة اجسامنا التي يزورها المرض من حين لآخر، كيف نتهرب من تقاليد الحياة ونشتكي منها لنسجن انفسنا من جديد داخل دوامة "هابي فالنتاين" و"كل سنة انت طيبة". صحيح انها كلمات في آخر المطاف لا تغير مسار الكون ان قيلت وقد ترسم على شفاهنا البسمة ، لكننا آدميون ولنكن واقعيين ، نحن فينا نزعات شيطانية رهيبة تؤثر فينا شئنا ام أبينا : حتى تتضح الصورة ، انا اقصد اننا لما نتعود على تلك الكلمات ، نصبح ننتظرها ولما لا تصلنا ، يصير الافراد عندنا لائحات ومجموعات ، من يهتمون بنا ومن لا يهتمون ، وقد تدفعنا حماقتنا وسذاجة ادراكنا الى ان نعتقد اشياء لا وجود لها اصلا ، فيغتر الفتى بنفسه لما تحب ياسمين الفاتنة صورته ، وتعتقد نور ان مُهَنَّدَهَا هو الذي يتتبع كل اخبارها  ، وهو الذي لا يفعل ذلك الا لعدم شغل شاغل يدير اليه اهتمامه دون الفايسبوك ومنا من ستسول له نفسه ان يتجسس على حياتنا لاننا بشر ، ولان الفايسبوك يمنحنا الحرية التامة والمساواة التي يحلمون بها فلا فرق بين انثى وذكر على أرض الفايسبوك الا بالتقوى وهذه هي الحياة فلا يخالنَّ أحد ان الفايسبوك يغير طباع البشر ، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وصدق سبحانه جل وتعالى.

ياأمتي كوني كبيرة كما أرادك الله ان تكوني ، قودي الناس نحن القِمم لا نحو قمة المهملات ، نريد وجوهاً تتفرد بالانجازات ، اقلاما تحكي الوجع قنبلة تفجر الحياة في قلوب النائمين الغافلين ، نريد افكارا تنفض الغبار نريد صبحا طال انتظاره، ألا هل من مجيب؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق