الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

الحلقة العاشرة : آفاق جديدة

من الناس من قلبه على لسانه ، فتراه ينطق بكل ما بداخله سواء اكان الامر تافها او مهما ، لا يعبأ كثيرا بما يقوله الناس بل ولا ينتظر من الناس اصلا ان يستمعوا لكلامه فهو يتكلم ليريح نفسه اولا ، فتارة يحكي عن حياته وتارة يعبر عن مشاعره تجاه مواقف حصلت معه وتارة اخرى يطرح اسئلة يجيب عليها بنفسه او يتركها بدون جواب ..

"س" عكس ذلك تماما !
فهي بدل الكلام تفضل الكتابة ومنذ اكتشافها لتلك المتعة الخاصة قررت ان تجعلها هواية تملئ بها اوقات فراغها ، فاصبح القلم لها صديقا وفيا يلمئ السطور بكلماتها ويشاطرها بذلك حلو الحياة ومرها .
خلال فترة وجيزة من الزمن صارت تمارس الكتابة باستمرارحتى اصبحت جزءا لا يتجزء من حياتها و قد تزامن ذلك الوقت مع اكتشاف جديد دخل الى حياتها شيئا فشيئا ، الا وهو عالم الانترن
ت الشاسع ،الذي كانت فيه اولى خطواتها جد محدودة رغم عمق بحار الشبكة العنكبوتية وذلك لانها كانت من خلالها تقصد هدفا واحدا فلا تزيد بعد ذلك عن حدوده ومقاصدها كانت واضحة وضيقة تنحسر بين التواصل مع صديقاتها القدامى وابحاث خاصة متعلقة بدراستها ، لكن ومع مضي الوقت اصبحت آفاقها تتسع وتكبر وصارت تتنقل بين المنتديات والمواقع المختلفة وخصوصا منها موقع الداعية المصري المعروف : عمرو خالد ،الذي كان آنذاك برنامجه النهضوي "صناع الحياة" قد احدث ضجة كبيرة في العالم العربي وخصوصا داخل اوساط الشباب العربي الذي احتضن فكرة المشروع وبدأ يحققها على ارض الواقع بحماس مبهر !

تاثرت "س" بذلك البرنامج ايما تاثر وقررت ان تبحث عن شباب مسلمين فرنسيين مستعدين لخوض التجربة ، فبحتث في المنتديات وبعتث الرسائل الاكترونية وجمعت الاسماء ورتبت اول موعد يجمعها باربع صانعات حياة : ثلاث مصريات وتونسية . كان اللقاء الاول رائعا مليئا بالحماس ، ثم تواصلت بعده اللقاءات داخل باريس وصار عدد المهتمين بالفكرة يكبر بشكل سريع مما اوجب ضرورة التنظيم قبل ان يفتر الحماس ، لكن للاسف الشديد بعد اجتماعات كثيرة تبين للجميع ان الامر ليس سهلا كما كان يبدو ولو ان فريقا من الشباب تمكنوا من خلق جمعية رسمية تحمل اسم "صناع الحياة بفرنسا" لكن صعوبة التواصل فيما بين الاعضاء وصعوبات مادية وعراقيل اخرى حالت دون اتمام المشروع او بالاحرى استمراره .

ورغم ذلك ف"س" تعتبرها تجربة جميلة وخالدة اكتسبت من خلالها صداقات مميزة وتعلمت منها اشياء كثيرة حول العمل الجمعوي لعل اهمها ان الحماس وحده لا يكفي للوصول بفكرة من حلم خيالي الى مشروع واقعي وان النظام والتخطيط بذكاء هما القاعدة الاساسية التي يجب ان يقوم عليها اي مشروع بحيث يكون الحلم واضحا والخطوات المتسلسلة للوصول اليه مرسومة داخل الذهن قبل البداية في العمل !



هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذه الخاطرة أعادت إلى ذهني ذكريات أيام صناع الحياة
    أيام محو أمية الكمبيوتر وزراعة أسطح المنازل
    ويالها من ذكريات !!
    في انتظار المزيد،
    تحياتي أخت "س" وعيد مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    فعلا ذكريات جميلة جدا والاجمل اننا وباختلاف بلداننا وجنسياتنا عشنا نفس التجربة مع الاخ عمرو خالذ وتفاعلنا معها بشكل كبير الى ان اضحت جزء ا من قصة حياتنا الشخصية :)
    الاخت "س" تسلم عليك وتعتذر لك عن التأخر في الاجابة
    نشكرك على مرورك الطيب :))

    ردحذف