الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

كلمات


راودتني رغبة في الكتابة فقررت ان اكتب ...لكن عن ماذا ساكتب ؟
بعد برهة من التفكير قررت ان اكتب عن ما لا يعرفه غيري انا ..لن اكتب عن الازمة المالية ولا عن الانتخابات الامريكية ولا عن الفياضانات في شمال المغرب ولا عن آخر الافلام و الاغاني التي انتجت ...
ساكتب عن يوميات طالبة مسلمة في بلد علمانية ...ساكتب عن نوادر و اخبار لم تتحدث عنها الصحف و لا اكبر قنوات الاخبار ! ببساطة ساتحدث ...
مضى اكثر من شهر على اكتشافي لشيء اسمه الكلية و بدات الامور تتعقد ...اصبحت بعض الوجوه معهودة ولكن في كل يوم حكاية مختلفة ..احب الافارقة خصوصا منهم المسلمين ! اتذكر يوما اني دخلت الى المترو مهرولة بعد سماعي للصفارة التي تعلن ان المترو سينطلق ...فلما دخلت وجلست استرجع انفاسي رفعت راسي لانظر عبر النافذة فاذا بعيني تصادف عين امراة محجبة ذات اصل افريقي (عرفت ذلك من لباسها) فتفاجأت بابتسامة عريضة منها وقرأت على شفتيها تحية سلام ...اتذكر ايضا اني صادفت امرأة اخرى(افريقية) هذا الصباح حيتني من بعيد بتحية الاسلام...
اتذكر ايضا اخا آخر من القارة السمراء لم يفرط في اداء واجب التحية بعد ان مر بالقرب مني داخل القطار ...احب ابتسامة الافارقة ...كلها حب و سلام . للاسف اصادف احيانا وجوها عربية لا تعرف معنى التحية ..القي عليها تحية السلام فلا ترد ...لكن هناك صنف آخر من الافارقة ليس مسلما وربما ليس له دين ...صادفت شخصا من هذه الشريحة ذات يوم في محطة القطار ...كانت تلك اول مرة اواجه فيها شخصا عنصريا وجها لوجه ! جلست على بعد بضع سنتيمترات منه على نفس المقعد ..القى نظرة علي وبدا يقول كلاما شديدا مفاده ان العرب كلهم صفر على صفر وان مكاني ليس هنا ب فرنسا اني يجب ان اعود لبلادي ان كنت اريد ان ارتدي الحجاب و..و..واشياء اخرى افضل نسيانها ...حين ادركت اني المستهدفة في كلامه بدات استمع اليه دون ان ادير وجهي نحوه حتى يظن اني لا اعيره اهتماما فمثل هؤلاء الاشخاص يفضل تجاهلهم ...وبالفعل خيرا فعلت فقد سكت الرجل الى ان جاء رجل آخر جلس بيننا ...مصيبة الرجل عربي ! لقد عاودت جرثومة العنصرية تراود الافريقي الذي استسلم لها واسترسل خطابه الرديئ..وقد شجع في ذلك نظرات الرجل العربي الغاضب اليه..فوصل الامر الى السب و الشتم ..لكن الحمد لله جاء القطار فاانتشرنا في الارض نبتغي رحمة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق