الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

حلمي


الناس تحلم ليلا عندما تنام اما انا فاحلم في اوقات كثيرة ؛احلم حين اكون منهمكة بغسل الاواني او تنظيف المطبخ ؛احلم حين اكون جالسة وحدي داخل القطار ؛احلم حين استمتع بشرب كأس من الشاي المغربي المنعنع ؛ وافضل الاوقات هي تلك الساعات الطويلة التي امضيها على السرير محاولة النوم ! في تلك اللحظات بالضبط تتسلط علي افكار كثيرة جدا وكأنهاجاءت خصيصا لتحارب النوم ؛ تريدني ان اظل معها ارتبها احللها واتمعن في مضامينها واتأمل. ...

ذات مساء راودني حلم غريب مثل تلك الاحلام التي دون شك ازعجت ليالي نابليون وڭـيڤارا وڤاليزا وغاندي و ماوو و ماركس و لنين وكل من سولت له نفسه يوما ان يغير الحاضر و يكتب اسمه في التاريخ .
ذلك المساء بعد ان استلقيت على الجانب الايمن و قرأت المعوذتين و دعاء النوم ؛كالعادة استسلمت للافكار الكثيرة وبدأت استجمعها لارسم حلما جميلا ؛ حلما يستحق ان اشاركهه مع كل المتفائلين كدفعة أمل جديدة ترسم بسمة على شفاهنا و تزعج المتشائمين الذين اختاروا ان لا يدخلوا عوالم الحلم .

ذلك المساء حلمت بمستقبل أمة جعلت خير امة اخرجت للناس ؛امة متماسكة متحدة على كلمة الاسلام .
حلمت باليوم الذي ستصبح فيه المدرسة مؤسسة تعليم و تربية و تكوين للشخص وليس فقط مصدر ديبلومات منسوخة على ورق! من المدرسة سنتعلم كيف نتحمل المسؤولية و كيف نتعامل مع الآخر الذي يختلف عنا كليا و كيف ننمي قدراتنا و مهاراتنا و كيف نطور خيالنا وغيرها من المبادئ التي ان ترسخت في عقولنا منذ الصغر من شأنها ان تساهم في تسهيل حياتنا و تمهيد المستقبل امامنا .
حلمت ايضا باليوم الذي سيعرف الوجود اتفاق بين كل الدول الاسلامية في العالم سيطلق عليه اسم " الاتحاد الاسلامي" على غرار نظيره الاوروبي لكن الاول اعظم واقوى لانه قائم على قاعدة متينة كما انه تجاوز المعوقات الجغرافية فهو قد جمع بين قارات واعراق و اجناس مختلفة ! فلا فرق في دين الله بين عربي و لا اعجمي الا بالتقوى .

آنذاك ستسقط الحواجز بين دول الاتحاد و تفتح الحدود ؛ آنذاك ستكون هناك عملة مشتركة لكل اندونيسي و سعودي و مغربي و مصري و تركي وكل مواطن ينتمي للاتحاد ! آنذاك ستلغى الضرائب و يتم افتتاح مؤسسة رائدة : " بيت المال" التابع للاتحاد الاسلامي .
آنذاك ستختفي كل الظواهر الذميمة التي نحن غارقون فيها اليوم اقصد الرشوة و الربا و الغش وما الى ذلك .
آنذاك سيتحسن القضاء بحيث سيكون مطابقا لاشرع الاسلامي .
آنذاك ستختفي كل المنتوجات التي تدمر اليوم حيات الملايين من البشر ، او المخدرات والسجائر و الشيشة و غيرها من السموم.
آنذاك سيتوقف البث التلفزي ابتداء من العاشرة مساء و يحل مكانه تلاوات قرآنية لمن يرغب في قيام لياليه ...فالليل جعل سراجا و ليس فرصة لسهرات الرقص و الغناء !
آنذاك سيكون يوم الجمعة يوم عطلة و يوم السبت هو بداية الاسبوع .
آنذاك ستنظف السياحة في بلادنا كليا بحيث لن نمنح للفساد واصحابه شواطئنا و فنادقا نقدم لهم فيها اجود انواع الخمور بل سنرحب بهم اجود ترحب داخل مدننا وسط المناخ الآمن الذي سنعيش فيه ؛ سنعرض عليهم طريقة حياتنا و نفرض عليهم احترام شروط الاقامة على ترابنا !
آنذاك سنكتب تاريخنا من جديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق