الجمعة، 16 سبتمبر 2011

رمضان في رحاب الحرمين الشريفين #01

 رحلة الذهاب

باسم الله والحمد لله ان بلغنا رمضان هذا العام ، الحمد لله ان رزقني من نعمه الكثيرة ومن آخرها ان انعم علي في تيسير رحلة العمرة الرمضانية الى اطهر بقاع الارض، الحمد لله ان زرت ورأيت الكعبة بعيني ، الحمد لله ان شرفني بزيارة سامية لافضل خلقه، الحمد لله ان جمعني بجموع البشر القادمين من كل بقاع الارض في سجود وركوع داخل مسجده الحرام، الحمد لله ان ارجعني واهلي لموطننا سالمين الا من حنين كأنه ارتبط بقلوبنا منذ لحظة الفراق.
لقد تزامن رمضان هذا العام مع شهر غشت الميلادي اي مع العطلة الصيفية مما خول للكثيرين ممن لا يستطيعون ترك مشاغلهم واهاليهم في الايام العادية الاخرى فرصة السفر الى الاماكن المقدسة،  وقد كنت من بينهم انا واسرتي فبعد طول انتظار تحقق لي اخيرا ذلك الحلم الذي لطالما تمنيته، اذ عششت الفكرة في ذهني منذ ما يقارب سنتين او ثلاث سنوات واخدت اقترحها على والدي كلما سنحت لي الفرصة حتى نجحت في اقناعه بالموضوع، لم يكن ذلك صعبا في الحقيقة فتعلقه  وحبه للاماكن المقدسة لا يقلان كثيرا عن ما اشعر به، المشكلة البسيطة كانت فقط في ضرورة اختيار مدة زمنية يكون فيها كل افراد الاسرة متفرغين تماما للغياب ,لذلك وجب انتظار ان يكون رمضان كله في ما دون الايام الدراسية او ايام العمل، ولله الحمد والمنة كان لنا ذلك هذا العام.
في صباح اليوم ما قبل الاخير من شهر شعبان ، كان الحماس قد بلغ اوجه :
لم اشعر بحياتي باحساس مثل ذلك ، كنت اعد الساعات وانا افكر طول الوقت فيما كنت مقدمة عليه ، كثرت اسئلتي ومن حولي بدأت الاستعدادات للسفر، مشط من هنا وعباية من هناك، عُبِّأت كل الاجهزة الرقمية واخيرا اجتمعنا جميعا على الهاتف نودع احبابا يسكنون ما وراء البحار وختمنا الجلسة بتذكير بسيط بمجمل مناسك العمرة.
الرحلة ابتدأت اخيرا من مطار باريس ، مع جموع من المعتمرين، اعجبني ان اغلبهم كانوا من الشباب الصغير في السن ومنهم ايضا مجموعة من الاخوات الفرنسيات الجديدات العهد بالاسلام. صلينا صلاة العشاء جماعات بالتناوب في مكان خصصناه لانفسنا داخل قاعة الانتظار التي ليس فيها قاعة للصلاة ، وامامنا موظفو المطار الغير مسلمين ينظرون الينا دون ان يحركوا ساكنا ، كأنهم اصبحوا متعودين على هذا المنظر كلما كانت هناك طائرة متوجهة نحو المملكة السعودية ولو ان طائرتنا بالذات كانت متجة نحو اسطنبول في تركيا ولكن اغلبنا كنا فقط مارين من هناك وغايتنا الوصول الى المدينة المنورة.
بعد اربع ساعات على متن طائرة تركية مظيفاتها لا يتحدثن سوى التركية او الانجليزية،
وصلنا الى اسطنبول والعياء باد على وجوهنا جميعا فالليلة قد كانت قصيرة وبعضنا لم ينم كثيرا في السماء ، تفرقت المجموعة داخل قاعات المطار الشاسعة ، واتخذنا من الكراسي كنبات نكمل بها ليلتنا قبل ان يحين موعد صلاة الفجر، بينما آثرت انا المشي داخل المطار استكشافا واسترخاء ، وقد رأيت في المطار وجها من وجوه تركيا البلد ، لم يكن هناك أثربين للدين الاسلامي هناك ما عدا وجود قاعتين للصلاة احداهما للنساء والاخرى للرجال، بدا لي ان المطار يظهر بالخصوص الواجهة الاوروبية لتركيا ، فمثلا رأيت صورة عملاقة لاحد اشهر الممثلين التركيين في العالم العربي والذي يعرف باسم "مهند" ولا انسى المحلات التجارية التي ليس فيها غير اكبر الماركات العالمية , من الملابس الى العطور مرورا بالاحذية وما الى ذلك وباثمنة باهضة جدا ،وقليلا ما صادفت اخوات تركيات محجبات في المطار ماعدا حين حان موعد انطلاق الطائرة ، اذ لم نشعر حتى "هوجمنا" بجموع هائلة من التركيين المعتمرين طوقونا من كل مكان ، حتى انا تساءلنا اذا ما كانت الطائرة تسعنا جميعا ونحن نقارب الالف راكب !
المضحك مع الاتراك انهم قدموا جماعات جماعات ، نساء ورجال ولو حاولت ان تحول بين فرد وفرد آخر من مجموعة ما فالويل لك منهم ههه يكلمونك بالتركية وانت لا تفهم كلمة مما ينطقون فتصمت وتتركهم بك يفعلون ما يشاءون حتى ولو كنت انت اول من كان واقفا بالصف، ومع ذلك فهم في آخر المطاف لطفاء جدا ولو ان ابتسامتهم قليلة جدا.
بعد ان اشرقت شمس آخر يوم من شعبان كنا واخيرا قد باشرنا رحلتنا نحو مدينة رسول الله، ولو انا لم نشعر بحرارة الشمس تلسع اجسادنا الا عند الصعود الى الطائرة حيث خرجنا من المطار المبرد لندخل للطائرة المبردة ايضا وبينهما لافحت وجوهنا شمس دافئة صيفية، ادركتنا فيما بعد عند وصولنا لمطار المدينة حيث شعرنا هناك فعليا بحرارة
الخليج القاسية، التي تبدو قساوتها على وجوه العاملين هناك وحتى على حركاتهم البطيئة جدا المختلفة تماما عن ما رأيناه من نشاط الاتراك.
قضينا وقتا مطولا في المطار بسبب الاجراء ات الادارية من جهة وبسبب الامتعة من جهة اخرى فلم يكن سهلا ايجاد امتعتنا داخل الكم الهائل من الامتعة التي كانت تمر من امامنا ، اضف الى ذلك ان بعض الاخوة سامحهم الله قد احضروا ضمن امتعتهم اكياسا كبيرة من الارز سببت عطلا وتأخيرا كبيرا في عملية استخراج الامتعة ، حيث تناثر الارز في كل مكان واضطر عمال المطار لتوقيف العملية لحظات حتى يتمكنوا من استخراج الكيس الذي علق في الآلة وتنظيف المكان قليلا قبل اعادة استخراج الامتعة الباقية.
 

يُتبع 

هناك 6 تعليقات:

  1. ألا يعتمر الأرز أيضا !!!

    ردحذف
  2. hihihihihi j'avais lu l'autre ma9ala avant celui ci (celui qui parle de taftich), c'est pour ca j'avais commenté sur l'autre que je n'ai pas aimé toutes lles critiques car je ne savais pas qu'il y'avait une liaison et donc j'ai cru que la 1ére choses que tu as fait concernant almasjid alnabawi et ton voyage,, c'était la critique, asstassmih :)

    ردحذف
  3. السلام عليكم...
    أعجبني وصفك لمرورك بمطار تركيا... لكن أكيد أنك تعلمين أن حال مطار تركيا لا يختلف عن حال أغلب مطاراتنا العربية... فهي أبدا لا تعكس واقع بلدها و لا حتى ثقافة سكانها... إنها فقط نافذة لجني أكبر ربح ممكن...
    ربما سكان تركيا لطفاء و مسالمون... لكن وصفك لتصرفاتهم لم يوحي أبدا بذلك... :))) إبتسمت عند قراءتي لعبارتك " ومع ذلك فهم في آخر المطاف لطفاء جدا '' و كأنك تخشين أن يقرأ تركي هذا المقال فيغضب من كاتبته :)
    شكرا لاقتسامك معنا هذه اللحظات...

    ردحذف
  4. @ Sami :
    منطق وارد طبعا :) لكن للاسف الارز توقفت رحلته عند مطار المدينة المنورة

    ردحذف
  5. @ غير معروف الاول والذي تعرفت عليه في الحقيقة هههه

    no problem ya 3zayza (à la tunisienne ) je comprend parfaitement ta 1ère réaction , j'aurais fait pareil , mais tkt pas j'ai vraiment apprécié ce magnifique voyage et si je critique , c'est que j'aimerais de tout mon coeur que ces quelques détails soient améliorées et que tout soit parfait , parceque ça le mérite vraiment !

    ردحذف
  6. @ غير معروف الثاني :
    وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
    اصبت في كلامك ، مطارات العالم كله مجرد واجهة خارجية لا تعكس حقيقة الاوضاع ، والله المستعان
    اما بخصوص الاتراك فهم فعلا لطفاء ومسالمون والذي حدث في المطار لا يمكن تعميمه على جميع الاتراك ، والدليل على ذلك اني صادفت منهم في مكة والمدينة ، ولم ارى منهم غير الخير كله ، الحقيقة ان سبب تصرفهم عل ذلك الشكل هو مرتبط بكونهم داخل مجموعة وهمهم الاول والاخير هو ان يكونوا دائما مجتمعين حريصين على مصالحهم وهذا شيء عادي ،ليس بالضرورة مرتبطا بالجنسية التركية فهو كذلك مع كل الجنسيات ، فحين يكون الفرد منفردا يبدو بشكل وحين يكون داخل مجموعة يبدو بشكل آخر :) هذا كل ما في الامر ولا اخشى ان اغضب الاتراك فانا لم اقل الا ما شهدته ^^ والله على ما اقول شهيد

    ردحذف