السبت، 5 سبتمبر 2009

اجواء رمضانية


انتصف الشهر واكتمل البدر ومازالت نفس الاصوات تصدأ في اذني ونفس الصور والمشاهد تتكرر امام عيوني بل و حتى الروائح اصبحت معهودة بعد اسبوعين من بداية هذا الشهر الفضيل.

اما الاصوات فهي كثيرة ومختلفة لكنها كلها لا تسمع الا في مثل هذه الايام ؛ كمثل صوت اولئك الصبية داخل الحافلة الذين يسخرون من احدهم لانه افطر يوما من رمضان او كمثل صوت ذلك الرجل العظيم في مكة الذي يقشعر البدن لسماع تلاوته الجميلة او كمثل امام مسجد فرنسي يصرخ غاضبا في الناس لعدم احترامهم جيران المسجد حين يضعون سياراتهم في مواضع ممنوعة ! او كمثل تلك الاصوات التي تضيع الخشوع في الصلاة كرنات الهواتف وصراخ الرضيع او كمثل صوت المصلين وهم يرددون جميعا كسنفونية واحدة كلمة آميـــــن.


اما الصور فلعل اهمها هي تلك التي تكررت معي اكثر من مرة في ظرف اسبوعين وفي اماكن مختلفة ! وهي في الحقيقة صورة جميلة و مؤثرة ففي كل مرة اركب فيها القطار او المترو اصادف دائما شخصا خاشعا يقرأ كتاب الله بتأن ..والاجمل انه في كل مرة يكون الشخص من جنسية مختلفة فمرة كان افريقيا و مرة كان رجلا من جزر القمر ومرة كان شخصا عربيا ...للأسف قلما يتكرر هذا المشهد في غير رمضان .
ايضا من الصور التي ترسخت في داكرتي هي صوره وجوهنا حين نستيقظ لتناول وجبة السحور ففي غالب الاحيان تكون اعيننا نصف مفتوحة وشعرنا مستقيما الى الافق وكلماتنا شبه منعدمة فتأخذ الاشارات مكانها ...ولا انسى صورة مائدة الافطار الانيقة قبل الآذان والتي لا تكون بنفس الاناقة ثوان بعد ان ينتهي الآذان...وماذا عن صورة السماء في هذه الايام هل سبق لكم ان نظرتم الى السماء ذات ليلة ؛ ان لم تفعلوا فانصحكم ان تفعلوا فالسماء حقا اجمل ما تكون والنجوم ألْمَع ما تكون في هذه الليالي...هناك ايضا مشهد طريف لا اراه الا في رمضان الا وهو عدد المنتوجات العربية من توابل و تمور وحلويات والتي تعرضها كل المتاجر الكبرى الفرنسية محاولة منها جني ارباح على حساب رمضان و على حساب المسلمين ..اصبحت كلمة "حلال" مكتوبة تقريبا على كل المبيعات ...حتى السمك !


واخيرا تختم الروائح فيلم الاجواء الرمضانية الرائعة التي لا نكاد ندرك قيمتها حتى ينتهي الشهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق