الجمعة، 18 مارس 2011

غضب

لطالما اعتقدت ان الكلام الذي كنا نسمعه عن امريكا واسرائيل وسياستهم الجائرة ضد الشعوب العربية المسلمة مجرد تفاهات او اساطير نملئ بها رؤوسنا كي لا نتصور ان حكوماتنا العربية  مسؤولة عن سوء الاوضاع المعيشية والاقتصادية داخل حدودها ، لكن وبعد ان هاجرت ولم اعد اعيش ببلد عربي ، فقد اكتشفت ان ما كان يقوله لنا استاذ التاريخ ليس الا الحقيقة بعينها !
هنا في بلاد المهجر ، اتضحت لي حقائق كثيرة صادمة حقا !!
يعتقد البعض اننا نحن مسلمي فرنسا نطلب الكثير ونحن هنا لسنا ببلد اسلامي ، اي اننا يجب بدون ان ننسلخ عن هويتنا الاسلامية ، ان نتقبل قوانينهم ولو كانت على حساب اعتقادتنا الشخصية ... او بشكل اوضح يجب ان نخضع لما يُطلب منا القيام به دون اعتراض ! لكن هل تريد مني ان انزع الحجاب ام ان آكل لحم الخنزير لإرضائهم ؟ ام انك تطلب مني ان اصرخ عاليا تحيا اسرائيل وان لا اطالب ابدا بحقوق الفلسطينيين ؟
بصراحة هذه ليست مبالغة !

فرنسا فعلا لديها قوانين كثيرة تسير في هدا الاتجاه : قانون حظر الحجاب اولها وتلاها قانون حظر النقاب ..
.نحن هنا كمسلمين نكاد نختنق من ضيق القوانين التي تفرض علينا بين الليلة وضحاها ، ولكن اكثر ما يغيظني في الامر اني اعلم الآن تماما من هم وراء كل هذا الظلم ...في البداية كنت اقولها دون ان اعير الامر اهتماما حقيقيا ولكن الوضع اصبح فعلا لا يطاق !
اكتشفت ومع مر الايام ان كل الوجوه التي تظهر على القنوات الفرنسية لها اصول يهودية ولديها انحياز واضح للفكر الصهيوني ، كذلك الامر فيما يتعلق بالسياسة فمعظم السياسيين الفرنسيين ينتهجون المنهج الصهيوني ويدعمون وبكل صراحة الكيان الاسرائيلي ! نفس الشيء داخل الجامعات الفرنسية التي تترأسها شخصيات صهيونية معروفة .اضافة الى اكبر الشركات الفرنسية التي طبعا يقودها اكبر الصهاينة !
وبالتالي فان سياسة الحكومة الفرنسية وبكل منطقية تساند اسرائيل ماديا ومعنويا وتمنحها كل الاهتمام ، فغالبا ما يستضاف صهاينة فرنسيين (اسمائهم معروفة جدا هنا) للمشاركة في نقاشات وهمية حول الاسلام و المسلمين ، حيث يستمتعون بزرع مفاهيمهم الخاطئة داخل ادمغة لا تعرف من الاسلام غير انه آخر دين سماوي عرفته الانسانية. اضافة الى الصهاينة الاعلاميين والسياسيين هناك ايضا الفنانون الذين يتخذون من الفن الوسيلة السامية لايصال رسالتهم السخيفة: "الاسلام عنف وارهاب + اليهود شعب الله المختار + اسرائيل ضحية حماس الارهابية" ...
وهناك فئة اخرى من الصهاينة جعلت هدفها في الحياة هو التصدي لكل من يحاول ان يدمر هذا الفكر الذي يزرع في قلب الشعب الفرنسي يوما بعد يوم !
تلك الفئة تعمل في اطار مؤسسات خاصة ومنظمة ، تقدم نفسها كأنها مؤسسات تدافع عن حقوق اليهود الفرنسيين ضد كل "المعادين للسامية" ،  بينما هم في الحقيقة يدافعون عن اسرائيل والفكر الصهيوني ! فقد طالت شرارة اتهاماتهم قناة اقرأ السعودية التي لم يعجبهم ما صرح به في احد برامجها الدكتور الكبير زغلول النجار الذي دعا لتدمير اسرائيل ، وعدا ذلك فهؤلاء منظمون جدا داخل شبكات اعضاؤها يمارسون مهن مختلفة وذات اهمية ، فهم موجودون في كل القطاعات بما فيها مجال العدل مثلا ، حيث يستطيعون بذلك وفي غالب الاحيان ربح القضايا داخل المحاكم الفرنسية على حساب من هم يحاولون فقط ، تخريب فكرة المحرقة التاريخية او ببساطة اكثر من يدافعون عن حقوق الفلسطينيين بصدهم للمنتوجات الاسرائيلية التي تباع في فرنسا والتي هي منتوجات تم زرعها داخل مستوطنات اي اراضي فلسطينية سرقها مستوطنون اسرائيليون من اصحابها بدون حق  !
بصراحة ، اتمنى اني اوصلت الرسالة من خلال كلامي هذا ، اخي المسلم اختي المسلمة 
كونوا غيورين على دينكم وعلى ممتلكاتكم ، تعلموا وتزودوا ايمانا وتقوى لنستطيع يوما ما ان نصد كل هؤلاء "الجرذان" كما قال القذافي الابله ، دعونا نثقف انفسنا لنواجه "الجراثيم" بالدواء الساحق  
وكفى من المسلسلات والافلام والاغاني ، دعونا من مغامرات الحب والعشق الفاشلة وهلموا الى عهد جديد ! إن سكت اجدادنا وآباؤنا فنحن جيل لم يتعلم الصمت الا حين يتحدث الحكماء ، مصيرنا بين ايدينا ، وشباب تونس و مصر اجمل دليل على ذلك فهل سنتوقف عند اسقاط الدكتاتور ام اننا سنعيد المجد لأمة جُعلت خير امة اخرجت للناس ؟

 

هناك 5 تعليقات:

  1. سعيد جدا كونك تكتبين بالعربية رغم كونك فرنسية. معظم المدونين العرب المقيمين في اوروبا يكتبون بلغات البلدان التي يعيشون فيها. اسلوبك جميل.. استمري. بالتوفيق

    ردحذف
  2. مشكور(ة) على الزيارة والتعليق
    بصراحة انا اعشق اللغة العربية حد الجنون لذلك فلا اتصور نفسي لا اكتب بها بل اناشد كل عربي يتفاخر بلغة اخرى ان يحترم مقام اللغة العربية ولا يمزجها بسلطة اللغات الاجنبية بحثا عن الرفع من شأنه ...
    على كل مرحبا بك دائما على مدونتي المتواضعة

    ردحذف
  3. تدوينة رائعة، لم أجد ما أضيف :)

    ردحذف
  4. يكفيني انها راقت لك اخي :))
    تحياتي

    ردحذف
  5. Assimilate or go back home. France doesn't owe you anything

    ردحذف