السبت، 3 مارس 2012

رؤية ذات ابعاد لا منتهية


الحديث عن الاسلام واحواله من احد اهم مظاهر الخير في أمتنا ، فاهتمامنا بالاسلام كدين هو اسلام في حد ذاته وتذكرة لأولي الالباب ، واهتمامنا لحال الاسلام فينا هو تفقد لدرجات الايمان في مسالك دنيانا، وقد يتخذ هذا الحديث اتجاهات متعددة ومختلفة حسب المناطق والمتحدثين، اغلبها يكتسي لون النقاشات الحادة التي ترسم ملامح الاختلاف البيِّن، ويكون بعض منها حديثا تلخيصيا لمجريات الحياة من جانبها الاسلامي الاقليمي جدا واقصد حديث أب يحدث ابناءه عن نص الخطبة التي حضرها يوم الجمعة ، والذي يعقب عليه ولده الشاب وهو يذكر احداث قصة حياة صحابي جليل قرأها ذلك الاسبوع فتسارع اخته لتنافسه وهي تحكي انها قرأت القصة قبله وقد اقامت ندوة مع صديقاتها في جمعيتها للتعريف بذلك الرجل الصالح القدوة...
وبعض آخر من الاحاديث يخوض في محاولات للتفكر في الاختلاف المقصود منه في بعض كلمات القرآن العظيم مثل "لا تقربوها" و"لا تعتدوها" فتزهر الاذهان بافكار لا تمشي على نفس الرصيف لكنها تهوي الى نفس النفق وذلك فضل من الله انه اليه هدى
القلوب فلم يزغها عن طاعته وحبه.
إلا ان الاحاديث ذات الطابع النقاشي تطغى في كثير من الاحيان ، فما اصعب ان يتفق البشر فيما بعضهم البعض في هذا الزمان ! فبين من يناقش ليفرض فكرته ومن يناقش لا لغرض الا ليعارض كل ما يقوله الآخر ، ومن يناقش ليفهم فيسأل حتى يتيه من فهم ، ومن يناقش فعلا ... يكثر اللغط وغالبا ما لا يستفاد منه البتة !
هناك حوار معاش من امثال هذه الحوارات لا زلت لا ادرك منه قارب النجاة ، فيه اوجه اختلاف لا تعد ولا تحصى وموضوعه : الاسلام بين فرنسا والمغرب.
العنوان عام لكنه يشمل مجمل الكلام ، انا مسلمة مغربية وفرنسية ، والتساؤلات تحوم
حول ذلك ، فبين من يعتقد ان الاسلام له مستقبل في فرنسا وان هناك جيلا يعمل بجد من اجل الاصلاح ودعم المشاريع التي تعني الاسر والعائلات المسلمة في فرنسا ، والتي ستقطف ثمرة جهودها عما قريب ، وبين من يعتقد ان الاضطهاد الفرنسي تجاه المسلمين والاسلام في هذه البلاد سيقضي على كل تلك الجهود ويضل يذل المسلمين ويمسح في اذهان وعقول اولادهم فكرة الاسلام حتى تندثر تماما، وبين من يعتقد ان من يحمل الجنسية المغربية يجب ان يعود لموطنه حيث يمكن له ان يعلم ابناءه الاسلام ومبادئه ولغة القرآن داخل بيئة "اسلامية" دون اضطهاد ، وبين من يعارضه في ذلك سائلا ، وأين الاسلام في الوطن؟ في الكتب المدرسية التي يلقنها لابنائنا من لا يؤمنون بها اصلا او كأضعف السيء لا يعملون بها ، واين هي البيئة الاسلامية في بلد صار ينمحي فيه كل ما يمت للاسلام بصلة وتنبت فيه "فرنسا" مصغرة كل يوم شيئا فشيئا...
الحديث قد يطول ووجهات النظر كثيرة ولو اني طرحت بعضا منها والتي هي الاكثر تباعدا وتضادا ، فالقصد ان الموضوع يستحق التفكير والتفكر ، ولكل ذي عقل لبيب  رأي يصنعه واختيارات تنيرها رؤية بعيدة المدى. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق