الأربعاء، 5 يناير 2011

مقتطفة


مرت علي ايام تركت لي وراءها ما شغل بالي بالتفكر ، مرت بسرعة فائقة لكنها كانت ثقيلة بالتغيرات والتطورات المتواصلة . ومن شدة الانفعال احيانا نرتبك ولا نصدر اية ردة فعل كمن فقد القدرة على الكلام او الحركة ، نكتفي بالتأمل في صمت طويل ، وننتظر ان تهدأ الامور كي نحاول فك الرموز...

الآن وبعد هدوء نسبي ادرك فعلا ان ذلك اللحن الشجي لا يزال يرن في اذني كأني لازلت جالسة بالقرب من خالتي الطيبة ، اردد معها ذلك المديح ، داخل تلك الغرفة المظلمة ...مع ان ذاكرتها تطاول عليها الزمن وماعادت تتذكر كل ما كنت اهمس به على مسمعها ...لكن ابتسامة بسيطة ترتسم على وجهها حين امازحها ، كافية لزرع بذرة من السعادة بداخلي كأني لازلت تلك الطفلة المدللة التي لطالما حرمتها النوم اثناء ليالي الصيف البحرية ...

حقا اننا نتعلم من كل انسان شيئا ولو صغيرا ؛ نتعلم من تجارب الكبار كما نتعلم من عقول الصغار وما اروع ما يعلمه لنا الصغار !
فقد لا نتقبل من كبارنا نصحهم ورأيهم في شؤوننا بدعوى ان زماننا غير زمانهم, اما الصغار ، فلكلامهم وافكارهم بل حتى ونظراتهم سحر عظيم على انفسنا نادرا ما نفلح في مقاومته...داخل عيونهم نرى العالم كبيرا ليس له حدود ومشاكلنا تبدو كأنها قطرة ماء داخل بحر شاسع... تساؤلاتهم البريئة تزرع فينا من جديد نشوة حب الاستطلاع وتشعرنا بتفاهة عقولنا التي لم تتساءل يوما كيف نصبح كبارا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق