الطريق الى ام القرى
نحن اليوم في اواخر السنة الهجرية الثانية والثلاثين بعد المئة والالف ، وهو يوم أرَّخه المسلمون وجعلوه ذكرى ليوم عظيمٌ وقْعُه على افئدة المؤمنين ، يومٌ ترك فيه اول المسلمين موطنهم ، واهاليهم واموالهم لنصرة الحق ، يوم رحلوا فيه من مكة مهد طفولتهم وذكرياتهم ليصلوا الى يثرب احرارا معززين مكرمين ممجدين، هو يوم حزين لمن اضطروا ان يهجروا احب الاوطان الى قلوبهم ، ولكنه في الوقت نفسه يوم جلي لنصرة الله على يد الانصار للمستضعفين من المهاجرين ومن حطمت قريش على اجسادهم كل اسلحة التعذيب دونما ان تستطيع اذلالهم...
كلما تذكرت هذا اليوم بكيت حسرة على نفسي ، فوالله هذه الرحلة وحدها كافية لتعلمنا اكبر درس في الصبر والاصطبار !
لا عجب ان تكون امتنا على حالها فنحن لا ندرك جيدا قيمة ما فعله ابآؤنا واجدادنا ليوصلوا الينا هذه الرسالة ، اننا اليوم نعيش على ارض الواقع تلك الرحلة التي قاموا بها لكن في اوضاع لا يمكن ان تقارن باوضاع رحلتهم المجهدة !